اخبار 24 ساعةاخبار العالم

“هدف واضح” للصين في القارة السمراء.. شي يوصل رسالة واحدة لعشرات القادة الأفارقة

قالت شبكة “سي إن إن” في تقريرٍ نشرته أمس الجمعة: كان لدى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هدف واضح عندما استضاف ممثلين من أكثر من 50 دولة أفريقية لحضور قمة كبرى في بكين هذا الأسبوع وهو إقناع الأفارقة أن الصين الشريك الأول للقارة السمراء.

ـ “هدف واضح” للصين في القارة السمراء

ووفقاً لما نقلته شبكة “سي إن إن”، فقد تعهد الزعيم الصيني محاطاً بعشرات القادة الأفارقة والأمين العام للأمم المتحدة في قاعة الشعب الكبرى برفع العلاقات بين الصين والقارة إلى درجة “مصير مشترك في جميع الظروف”، وهو وضع تحتفظ به بكين لأقوى حلفائها الدبلوماسيين.

وكذلك قدم مجموعة من الوعود للقارة، على أن يتم الوفاء بها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ومنها أكثر من 50 مليار دولار من الدعم المالي، وأيضاً، خلق مليون فرصة عمل، وعشرات الملايين من المساعدات الغذائية والعسكرية، وتعهد “بتعميق التعاون مع أفريقيا في الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار”.

وهذا الأسبوع، نظم المنتدى في العاصمة الصينية واستمر 3 أيام وتشيد به بكين باعتباره أكبر تجمع دبلوماسي لها منذ سنوات.

ويأتي توجه شي للحكومات الأفريقية في الوقت الذي يبدو أن الصين تكبح جماح تمويلها الحر سابقاً لتنمية أفريقيا، وسط تباطؤها الاقتصادي وانتقادات بأن إقراضها هناك ساعد في إثقال كاهل البلدان بديون لا يمكن تحملها، حسب ما قالته شبكة “سي إن إن”.

والآن، تكثف قوى أخرى مثل الولايات المتحدة جهودها الخاصة لتعزيز العلاقات مع القارة الغنية بالموارد، حيث تسعى إلى مواجهة النفوذ السياسي للصين وتأمين الوصول إلى الموارد الحيوية الرئيسية لتعزيز انتقال الطاقة الخضراء.

والمنتدى الذي يعقد كل 3 سنوات حول التعاون الصيني-الأفريقي، والذي اختتم أعماله اليوم الجمعة، كان فرصة رئيسية لشي ومسؤوليه لإبداء التزامهم تجاه القارة، التي تزايدت أهمية دعمها لبكين في مواجهة احتكاكها المتزايد مع الغرب.

وأظهر شي والمسؤولون الصينيون حرصهم على إظهار أن الاستثمارات الصينية، بما في ذلك في البنية التحتية الأفريقية، لم تنته بعد، حتى مع ظهور البيانات أن الإقراض الصيني لتنمية أفريقيا والبنية التحتية الكبيرة قد انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وإلى ذلك، أعلن الزعيم الصيني عن التزامه بدعم 30 مشروعاً لربط البنية التحتية عبر دول غير محددة وتشييد “شبكة من الروابط البرية والبحرية”.

حيث، قال: إن الصين ستطلق 30 مشروعاً للطاقة النظيفة، ينظر إليها على أنها جزء من مسعى من بكين لجعل سوق إفريقيا وجهة لتقنياتها الخضراء مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية التي تواجه الآن رسوماً جمركية في الولايات المتحدة وأوروبا.

وعلى الرغم من ذلك كله، يقول مراقبون: إن مثل هذه المشاريع وتعهد الصين الإجمالي بتقديم حوالي 50 مليار دولار من الدعم المالي للقارة، لا تزال أقل مما قدمته في العقد السابق.

واجتماع هذا العام عقد أيضا في ظل أزمة ديون في عدد من البلدان الأفريقية، التي عانت من الديون الخارجية الثقيلة، بما في ذلك القروض الصينية، في أعقاب جائحة فيروس كورونا.

ويقول المحللون: إن هناك “فخ الديون” الصيني، حيت عملت بكين عمداً على إقراض الدول من أجل كسب النفوذ على أصولها، حيث أقرضت لبناء الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية ومحطات الطاقة في جميع أنحاء أفريقيا في إطار مبادرة الحزام والطريق.

فيما رفض من جانبهم، القادة الأفارقة هذه الفرضية أثناء وجودهم في بكين، لكن يقول مراقبون: إن الصين قد لا تكون السبب الرئيسي لضائقة الديون الأفريقية في معظم الحالات، لكن تدفق قروضها زاد من عبء الديون.

وبينما دافعت بكين عن ممارساتها الإقراضية وجهودها لتسهيل سداد الديون، يشير المراقبون إلى أنها تحركت ببطء شديد أو كانت غير مرنة في الحالات التي يمكن أن تساعد بعض الدول المثقلة بالديون في تخفيفها.

ويخلص تقرير الشبكة إلى أن بكين ترى أن دعم القارة أمر حاسم لهدف شي، المتمثل في وضع الصين كبطل للجنوب العالمي، وزعيم عالمي بديل للولايات المتحدة.

"هدف واضح" للصين في القارة السمراء
“هدف واضح” للصين في القارة السمراء

اقرأ أيضا:

)) أردوغان: تبجح إسرائيل لن يوقفه سوى تحالف الدول الإسلامية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى