تقرير يكشف عن “خطة سرية” تناقشها دول أوروبية بشأن أوكرانيا

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” أن عدداً من الدول الأوروبية تدرس بشكل سري إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام مستقبلي مع روسيا.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن المناقشات حول طبيعة هذه القوات بدأت قبل نحو عام، لكنها اكتسبت زخماً متزايداً في الآونة الأخيرة، وسط مخاوف من أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يتخذ قرارات أحادية تتجاوز الحلفاء الأوروبيين أو حتى أوكرانيا نفسها، وربما يعقد صفقة مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بريطانيا وفرنسا في طليعة الجهود

ووفقاً للتقرير، فإن بريطانيا وفرنسا تتصدران هذه الجهود، رغم أن تفاصيل الخطة لا تزال غير واضحة. ومن المتوقع أن يتحدد تكوين هذه القوات ودورها بناءً على شروط أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه بين موسكو وكييف.

وأضافت الوكالة أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأوروبيين هو صعوبة حشد قوة عسكرية كبيرة بسرعة، وهو ما قد يؤثر على تنفيذ الخطة بفعالية.

وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور، بأن من الضروري أن يكون لدى الحلفاء الأوروبيين تصور واضح عن الوضع العسكري على الأرض قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن إرسال القوات. 

وأوضح أنه في حال خفضت روسيا وأوكرانيا حجم قواتهما على طول الجبهة إلى بضعة آلاف من الجنود، فقد يصبح وجود قوة أوروبية هناك أمراً ممكناً، أما إذا استمر القتال، فإن تنفيذ الخطة سيواجه تحديات كبرى.

مناقشات سرية في لندن وباريس

من جانبها، أفادت صحيفة “التلغراف” البريطانية بأن الحكومة البريطانية تناقش مع نظيرتها الفرنسية بشكل سري إمكانية إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا بعد انتهاء النزاع. 

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لم يحسم موقفه بعد بشأن المبادرة، في حين يواصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الدفع نحو تنفيذها، حيث سبق أن ناقشها مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك.

موقف روسيا وتحذيراتها

على الجانب الآخر، حذرت روسيا من أي وجود عسكري أجنبي في أوكرانيا، واعتبرته بمثابة إعلان حرب. 

وذكرت الاستخبارات الروسية أن الغرب يخطط لنشر قوة قوامها 100 ألف جندي في أوكرانيا تحت غطاء “حفظ السلام”، بهدف إعادة بناء القدرات القتالية للجيش الأوكراني، وهو ما وصفته موسكو بأنه يمثل “احتلالاً” لأوكرانيا.

وسبق أن أكدت موسكو أنها ستعتبر أي قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية هدفاً عسكرياً مشروعاً للجيش الروسي، مشددة على أن أي تدخل من هذا النوع قد يؤدي إلى تصعيد عسكري غير مسبوق في المنطقة.