ترامب ينتظر من زيلينسكي توقيع صفقة “رد الجميل”
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، أن الولايات المتحدة تستحق “رد الجميل” من أوكرانيا نظير الدعم الذي قدمته لها في مواجهة روسيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون “حكيماً جداً” إذا وافق على الصفقة التي عُرضت عليه الأسبوع الماضي بشأن المعادن النادرة.
ووفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة، عرضت واشنطن على كييف اتفاقًا أحادي الجانب يمنحها حق الوصول إلى المعادن النادرة الأوكرانية بعد انتهاء الحرب، دون تقديم أي ضمانات لمشاركة أوكرانيا في مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا.
وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، وصف والتز الصفقة بأنها “حماية بحد ذاتها”، موضحًا: “لا يوجد ضمان أمني أفضل من أن تكون شريكًا استثماريًا للرئيس (الأميركي دونالد) ترامب”.
وأضاف: “الشعب الأميركي يستحق استرداد جزء مما دفعه، ويجب أن يحصل على نوع من رد الجميل مقابل المليارات التي أنفقها على هذه الحرب”، مشددًا على أن زيلينسكي سيكون “حكيماً جداً” إذا أبرم هذا الاتفاق.
من جانبه، صرح مسؤول أميركي لوكالة أسوشيتد برس بأن رفض زيلينسكي توقيع الصفقة يُعدّ “رؤية قصيرة النظر”.
وأوضحت المصادر أن الاقتراح كان جزءًا أساسيًا من محادثات زيلينسكي مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، والتي جرت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
زيلينسكي يرفض الاتفاق ويطالب بضمانات أمنية
في المقابل، أعلن زيلينسكي صراحةً، أمس السبت، رفضه التوقيع على الاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المعادن النادرة، معتبرًا أن صيغته الحالية “لا تحمي” بلاده.
وأوضح خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: “لم أسمح للوزراء بتوقيع الاتفاق لأنه غير جاهز. وأرى أنه لا يحمينا”، مضيفًا أن أي اتفاق في هذا الصدد يجب أن يتضمن “ضمانات أمنية” لأوكرانيا. وقال: “لا أرى في الوثيقة حتى الآن هذا الرابط بين المعادن والحماية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أنه يسعى للتفاوض مع أوكرانيا على اتفاق يمنح واشنطن حق الوصول إلى معادنها النادرة، معتبرًا أن ذلك سيكون بمثابة “ضمانة” مقابل استمرار المساعدات الأميركية لكييف.
ومنذ اندلاع الحرب، وجّه ترامب انتقادات متكررة لحجم الدعم الأميركي المقدم لأوكرانيا.
يُذكر أن أوكرانيا تمتلك احتياطات كبيرة من الليثيوم والتيتانيوم، وهما من المعادن الأساسية في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مثل الطيران وصناعة المركبات الكهربائية، ما يجعلها موردًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.
