جدل في إسرائيل بين الإعلام العبري ووزارة التعليم بسبب حرب أكتوبر
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالًا للكاتب أوري بار يوسف، انتقد فيه بشدة وزارة التعليم الإسرائيلية، متهمًا إياها بتزييف التاريخ وفرض رقابة على الروايات التاريخية، بهدف إسكات الآراء المخالفة.
وأشار المقال إلى أن الوزارة تتبنى رواية تحمل مصر مسؤولية اندلاع حرب أكتوبر، المعروفة في إسرائيل بحرب يوم الغفران، بينما تتجاهل الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء كعامل رئيسي في إشعال الحرب. وأكدت الصحيفة أن هذه السردية الرسمية تتناقض مع الحقائق التاريخية، وتسعى إلى ترسيخ تصور مشوّه للأحداث في المناهج الدراسية.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن التعديلات التي أُدخلت على مناهج التاريخ جاءت بتوجيه مباشر من وزير التعليم يوآف كيش، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتمنع هذه التعديلات طلاب الثانوية من تقديم إجابات تشير إلى أن إسرائيل رفضت مبادرات السلام المصرية قبل الحرب.
وبدلًا من ذلك، يتم تلقينهم بأن الحرب اندلعت بسبب “إصرار مصر على انسحاب إسرائيل من سيناء”، متجاهلة حقيقة أن إسرائيل رفضت الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وتضمنت توجيهات الدكتورة أورنا كاتس أتار، المسؤولة عن دراسات التاريخ في الوزارة، تعليمات صارمة بعدم قبول إجابات تشير إلى أن إسرائيل رفضت عروض السلام المصرية.
كما استندت الوزارة في هذه التعديلات إلى كتاب المؤرخ يوآف جيلبر راحاف (2021)، الذي زعم أن مصر لم تستجب لمقترحات السلام، متجاهلًا وثائق وأبحاثًا أخرى تثبت أن إسرائيل، بقيادة جولدا مائير، رفضت بالفعل تلك المبادرات.
وخلصت هآرتس إلى أن هذه التغييرات تهدف إلى ترسيخ صورة إسرائيل كـ”ضحية دائمة”، وإقصاء أي تحليل نقدي للأسباب الحقيقية للحرب.
كما رأت الصحيفة أن هذه السياسات تأتي ضمن جهود نتنياهو وكيش لإعادة تشكيل الرواية التاريخية، ليس فقط للتأثير على المستقبل، بل أيضًا لإعادة كتابة الماضي.
وأشارت إلى أن هذه التعديلات تثير تساؤلات عميقة حول ما إذا كانت جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل كانت “عادلة وضرورية”، وهل كانت التضحيات لحماية الدولة أم للحفاظ على الاحتلال؟
