في تهديد مبطن .. بوتين يذكر ماكرون بمصير حملة نابليون على روسيا
علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، على خطاب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي وصف فيه روسيا بأنها خطر على أمن أوروبا، بتذكير باريس بمصير الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على روسيا ودمرت جيشه بالكامل، وكسرت خوف العالم أجمع منه.
وقال بوتين: “بعض الناس نسوا كيف انتهت حملة نابليون في روسيا”، بالإشارة إلى الرئيس ماكرون.
وأضاف بوتين أن “موسكو يجب أن تختار سلاما في أوكرانيا يضمن أمن روسيا على المدى الطويل وتنميتها المستدامة”.
وأضاف بوتين لنساء فقدن أقارب لهن في الحرب “يتعين علينا أن نختار لأنفسنا خيار السلام الذي يناسبنا والذي سيضمن السلام لبلدنا على المدى الطويل”.
وعندما سألته والدة أحد الجنود القتلى عما إذا كانت روسيا ستتراجع، قال بوتين إن روسيا لا تنوي فعل ذلك.
وكان ماكرون قد قال إن روسيا تمثل تهديدا لأوروبا بأكملها، مشيرا إلى أن باريس بدأت نقاشا حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية الفرنسية لحماية الاتحاد الأوروبي.
وأضاف ماكرون في خطاب إلى الفرنسيين: “إذا كان بإمكان دولة ما أن تغزو أوروبا المجاورة وتظل دون عقاب، فلا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من أي شيء”.
حملة نابليون على روسيا
وتُعتبر حملة نابليون على روسيا عام 1812 واحدة من أكثر الحملات العسكرية دمويةً في التاريخ، وأحد العوامل الحاسمة في انهيار الإمبراطورية النابليونية. بدأت الحملة بغزو جيش نابليون الضخم (“الجيش الكبير”) لروسيا في يونيو 1812، وانتهت بكارثة مع تراجع الفرنسيين خلال الشتاء الروسي القاسي. تُدرس هذه الحملة كمثال على مخاطر التوسع العسكري المفرط وسوء التخطيط اللوجستي.
بعد فشل نظام نابليون القاري (1806) في عزل بريطانيا اقتصادياً، انسحبت روسيا تدريجياً من التحالف مع فرنسا، مما أغضب نابليون.
أراد نابليون إجبار القيصر ألكسندر الأول على العودة إلى الحصار القاري، وتعزيز هيمنته على أوروبا الشرقية.
ومعاهدة تيلسيت عقدت في (1807) أنهت الحرب بين فرنسا وروسيا، لكن التوترات استمرت بسبب الخلافات حول بولندا والتجارة.
أهداف الحملة كان إخضاع روسيا لفرض الحصار القاري على بريطانيا. وتدمير الجيش الروسي في معركة حاسمة. وتأمين الحدود الشرقية لأوروبا النابليونية.
بداية النهاية: في أكتوبر 1812، بدأ الفرنسيون بالانسحاب بسبب نقص الإمدادت وعدم استسلام روسيا.
– تكتيكات روسية: هجمات الفرسان القوزاق والميليشيات الشعبية.
– شتاء 1812: وصلت درجات الحرارة إلى -30°مئوية، مما زاد من معدلات الوفيات بسبب الجوع والتجميد.
– معبر نهر بيريزينا (نوفمبر 1812)**: خسر الفرنسيون آلاف الجنود أثناء عبور النهر تحت هجمات روسية.
أسباب الفشل
1. اللوجستيات: اعتماد الجيش على النهب في مناطق محروقة.
2. الاستراتيجية: التراجع الاستراتيجي وتدمير الموارد.
3. الشتاء القاسي: زاد من معاناة الجيش المنهك.
4. التضخم العسكري: صعوبة إدارة جيش ضخم في مساحات شاسعة.
خسائر بشرية: فقد الفرنسيون 380,000 قتيل و100,000 أسير، بينما خسر الروس 300,000.
– انهيار سمعة نابليون: بداية تشكيل التحالف السادس ضده (1813-1814).
– تأثير تاريخي: مهدت الحملة لسقوط نابليون ونفيه إلى إلبا عام 1814.
كانت حملة 1812 نقطة تحول في الحروب النابليونية، حيث كشفت عن نقاط ضعف نابليون الاستراتيجية. لم تكن الهزيمة بسبب الشتاء فحسب، بل بسبب مزيج من التخطيط السيئ والمقاومة الروسية العنيدة. تُذكر هذه الحملة كدرس في مخاطر الغرور العسكري وتعقيدات غزو الأراضي الشاسعة.