فرنسا تكشف أسرار “تمثال الحرية” بأمريكا وتطالب باستعادته بسبب ترامب
قال السياسي الفرنسي، رافائيل غلوكسمان إن الولايات المتحدة يجب أن تعيد “تمثال الحرية” لأنها لم تعد تمثل القيم التي دفعت فرنسا لمنحها هذا التمثال.
وأضاف غلوكسمان عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي، خلال اجتماع لحركة “المنتدى العام” المنتمية إلى تيار يسار الوسط: “الولايات المتحدة تخلت عن القيم التي دفعتنا لمنحها التمثال”، متهما إياها بالانحياز إلى “الطغاة” وتقييد الحريات العلمية.
وتابع غلوكسمان: “قمنا بمنحه لكم كهدية، ولكن يبدو أنكم تستخفون برمزيته، لذا، سيكون من الأفضل أن يظل هنا في وطنه”، وفقا لصحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.
وأشار غلوكسمان أيضا إلى أن فرنسا تسعد باستقبال أفضل الباحثين الأمريكيين إذا قررت الولايات المتحدة التخلي عنهم وطردهم، في إشارة إلى سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدت إلى فصل مئات الموظفين الحكوميين وخفض التمويل المخصص للأبحاث الصحية والمناخية.
وتمثال الحرية، المعروف رسميا باسم “الحرية تنير العالم” (Liberty Enlightening the World)، هو أحد أشهر الرموز العالمية للحرية والديمقراطية. يقع التمثال في جزيرة ليبرتي بولاية نيويورك الأمريكية، واستُقبل كهدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأمريكي عام 1876، وإن تأخر تدشينه حتى عام 1886.
صممه النحات الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي (Frédéric Auguste Bartholdi) حيث قام بتصميم التمثال وأشرف على تنفيذه. استوحى فكرته من الإلهة ليبرتاس الرومانية، واختار وجه التمثال ليشبه والدته.
وقد صمم الهيكل الداخلي من الحديد، الذي تم استبداله لاحقًا بالفولاذ المقاوم للصدأ للحفاظ على التمثال.
أما المعمار ريتشارد موريس هنت (Richard Morris Hunt) فقد صمم القاعدة الضخمة للتمثال، التي تم تمويلها عبر تبرعات شعبية في الولايات المتحدة.
صُنع التمثال من صفائح نحاسية بسُمْك 2.4 مم، تغير لونها إلى الأخضر بسبب الأكسدة. يبلغ ارتفاعه 46 مترًا (93 مترًا مع القاعدة)، ووزنه 225 طنا.
الرمزية:
الشعلة: ترمز إلى تنوير العالم بالحرية (الشعلة الحالية من 1986، والأصلية معروضة في المتحف).
التاج : بسبع نقاط تمثل القارات السبع والبحار السبعة، دلالة على شمولية الحرية.
اللوحة في اليد اليسرى: مُدوَّن عليها تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي (4 يوليو 1776).
السلاسل المكسورة عند القدمين: ترمز إلى التحرر من الاستبداد.
التاريخ والإنشاء:
– بدأ البناء في فرنسا عام 1875، واكتمل عام 1884، ثم نُقل مفككًا على سفينة إلى أمريكا.
– واجه بناء القاعدة تحديات مالية، ساهم فيها الكاتب جوزيف بوليتزر بحملة تبرعات عبر صحيفته.
– دُشّن التمثال في 28 أكتوبر 1886 بحضور الرئيس غروفر كليفلاند.
وأصبح رمزا لترحيب الولايات المتحدة بالمهاجرين، خاصة مع افتتاح مركز إليس Island القريب (1892–1954).
القصيدة الشهيرة “التمثال الجديد” (The New Colossus) لإيما لازاروس (1883) نُقشت على القاعدة، وتتحدث عن أمريكا كملاذ للبائسين.