بعد رسالة ترامب ورد خامنئي.. إيران تعلن استعدادها التفاوض مع أمريكا
في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، أفاد مسؤولان أميركيان، اليوم الأربعاء، بأن البيت الأبيض يدرس بجدية إمكانية إجراء محادثات نووية غير مباشرة، بالتزامن مع تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط بشكل كبير، تحسبًا لأي تصعيد قد يترتب على قرار الرئيس دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية محتملة.
الموقف الإيراني
لم يتأخر الرد الإيراني على هذه التطورات، إذ أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران ماضية في تطوير برنامجها النووي السلمي وفقًا للمعايير الدولية.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب، شدد عراقجي على أن إيران منفتحة على مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لكن بعيدًا عن لغة التهديدات.
كما انتقد عراقجي موقف الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنه لم يتخذ موقفًا واضحًا تجاه التصريحات “الاستفزازية” الصادرة عن المسؤولين الأميركيين.
وأوضح أن إيران، كما في السابق، مستعدة لخوض مفاوضات جادة من موقع متكافئ، لكن ذلك يستلزم بيئة بناءة بعيدة عن التهديدات والترهيب.
وفي هذا السياق، وصف التصريحات الأميركية التصعيدية بأنها “غير مقبولة”، مؤكداً أنها تتعارض مع مبادئ القانون الدولي وتزيد من تعقيد الوضع الراهن. كما حذر من أن إيران سترد بسرعة وحزم على أي محاولة لاستهداف سيادتها أو مصالحها الوطنية.
قلق أوروبي ومداولات أميركية
من جانبه، عبّر وزير الخارجية الهولندي عن قلقه من تصاعد التوتر في المنطقة، مؤكداً أهمية اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لتفادي المزيد من التصعيد.
في غضون ذلك، أوضح مسؤولان أميركيان أن المناقشات الداخلية بشأن إمكانية إجراء مفاوضات مع إيران لا تزال جارية، ولم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد. ونقل موقع “أكسيوس” عن أحد المسؤولين قوله: “نحن حالياً نستكشف الخطوات التالية لبدء المحادثات وبناء الثقة مع الإيرانيين بعد تبادل الرسائل”.
كما أضاف أن الرئيس ترامب لا يسعى إلى الدخول في حرب مع إيران، لكنه يرى ضرورة امتلاك القدرات العسكرية الكافية لضمان الردع خلال المفاوضات، وللتصرف بسرعة إذا فشلت المساعي الدبلوماسية وحدث تصعيد مفاجئ.
تصعيد متبادل واستعدادات عسكرية
وكانت إيران قد ردّت رسميًا على رسالة بعثها الرئيس الأميركي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي قبل ثلاثة أسابيع، حيث حذر خامنئي من أن أي هجوم أميركي سيقابل “برد موجع”.
كما قدمت طهران احتجاجًا دبلوماسيًا عبر السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، مؤكدة أنها سترد بحزم وفورًا على أي تهديد يستهدفها.
في المقابل، أعلن البنتاغون أنه عزز بشكل كبير قواته في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى إرسال وحدات عسكرية إضافية وأصول جوية إلى المنطقة تحسبًا لأي تطورات مفاجئة.
