تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
Help me find Austin Tice
اخبار العالمحورات خاصة

داخل “شبكة العنكبوت”.. خبير يكشف العقل المدبر للعملية الأوكرانية في روسيا وسيناريو الرد من موسكو

في تصعيد غير مسبوق للحرب الروسية الأوكرانية، نفذت أوكرانيا عملية عسكرية جريئة أطلقت عليها اسم “شبكة العنكبوت”، استهدفت بها خمس قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك مناطق في سيبيريا والقطب الشمالي، وذلك قبل يوم واحد من جولة مفاوضات بين الطرفين في إسطنبول، فيما كشف الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للدراسات والأبحاث في موسكو لوكالة ستيب نيوز، عن معلومات “مهمّة” حول العملية، ومن يقف وراءها.

 

تفاصيل عملية “شبكة العنكبوت”

 

في الأول من يونيو 2025، شنت أوكرانيا هجومًا بطائرات مسيرة استهدف قواعد جوية روسية، منها بيلايا، دياجيلييفو، إيفانوفو سيفيرني، أولينيا، وأوكرائينكا. وُصفت هذه العملية بأنها أكبر هجوم بطائرات مسيرة على قواعد جوية روسية منذ بداية الحرب، حيث شاركت فيها 117 طائرة مسيرة، وأسفرت، بحسب مصادر أوكرانية، عن إصابة أكثر من 40 طائرة روسية.

 

بحسب د. آصف ملحم، “فإن استهداف المطارات العسكرية تطور خطير للغاية، لأنها تحتوي على قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية”. وأوضح أن “هذه القاذفات تُترك خارج المرائب التزامًا باتفاقية “ستارت”، رغم أن روسيا علّقت مشاركتها فيها، ما يجعل هذه الضربات تهديدًا للأمن الدولي”.

 

وأضاف ملحم أن “بعض المنظومات الاستراتيجية قد يتم تفعيلها تلقائيًا عند حدوث هجمات من هذا النوع، ما يضع العالم على حافة خطر أكبر”، لكنه أشار إلى أنّه يمكن لروسيا استثمار هذا التصعيد دبلوماسيًا للضغط على الغرب، مستفيدة من علاقاتها مع ترامب والصين.

 

تكتيكات وتخطيط العملية

 

العملية تطلبت تخطيطًا دام 18 شهرًا، تضمن تهريب طائرات مسيرة صغيرة من نوع FPV مزودة بمتفجرات إلى داخل روسيا، وإخفاؤها في شاحنات مموهة، لتُطلق لاحقًا من مواقع قريبة من القواعد الجوية.

 

يؤكد د. ملحم أن الطائرات المستخدمة مجرد “كوادكوبتر” متاحة تجاريًا، ويمكن توجيهها عن بعد عبر شبكة خلوية باستخدام شرائح هواتف، وأن التحكم الفعلي تم من أوكرانيا باستخدام سيرفرات في دول ثالثة، بسبب الحظر على عناوين الإنترنت الأوكرانية داخل روسيا. كما يوضح أن الجانب الفني ليس صعبًا، لكنه يشير إلى تنسيق عالي المستوى، وربما دعم استخباراتي غربي.

 

تفخيخ الجسور وتصعيد الخطوط الحمراء

 

من الأمور التي أثارت صدمة داخل روسيا، بحسب د. ملحم، أن أوكرانيا لم تكتفِ باستهداف المطارات، بل قامت في الليلة ذاتها بتفخيخ عدد من الجسور في بريانسك وكورسك، مستخدمة عبوات S4 بلاستيكية أمريكية الصنع. وقد أدى ذلك إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، نظرًا لاستخدام هذه الجسور من قبل الحافلات والقطارات.

 

يصف ملحم هذا التطور بأنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء، بل “عمل إرهابي بكل ما تعنيه الكلمة”، وينذر بمرحلة جديدة من التصعيد، يمكن أن تدفع روسيا لتغيير قواعد الاشتباك.

 

منفذ العملية.. أرتيوم تيموفييف

 

تُشير التحقيقات الروسية إلى أن الشخص الرئيسي المتورط في العملية يُدعى أرتيوم تيموفييف، من مواليد مدينة جيتومير الأوكرانية، ويقيم في روسيا. امتلك شركة نقل استخدمت لنقل الدرونات إلى مقربة من القواعد الجوية دون علم السائقين بمحتوى الشحنات.

 

تفاصيل شخصية إضافية تشير إلى أن تيموفييف قد يكون فرّ إلى كازاخستان، وأن خطيبته “يكاترينا” تعمل في مجال رسم الوشوم وتلقب نفسها بـ”الساحرة”.

 

نتائج العملية وخسائر روسيا

 

أعلنت أوكرانيا عن تدمير 41 طائرة، إلا أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى تدمير 5 طائرات فقط وتضرر حوالي 13 طائرة أخرى، أربع منها تعرضت لأضرار جسيمة، ويؤكد د. ملحم أن الدرونات المستخدمة لا تؤثر إلا إذا أصابت نقطة حرجة كخزان وقود.

 

رغم ذلك، فإن الخسائر تبقى كبيرة، وتُقدر بنحو 7 مليارات دولار، مع تضرر ما يُعتقد أنه 34% من ترسانة القاذفات الاستراتيجية الروسية.

 

الرد الروسي المرتقب

 

يرى د. ملحم أن روسيا سترد، لكن ليس بشكل متسرع، فالصمت الإعلامي الروسي بعد العملية، حتى من وسائل الدعاية الرسمية، يُفسّر بأنه “الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

ويقول: “التوقعات تشير إلى أن الرد سيكون عنيفًا جدًا، يشمل استهداف جسور، سكك حديد، وبنية تحتية حيوية داخل أوكرانيا، بما قد يؤدي إلى شلل كامل في حركة الدولة”.

ويضيف: ” الرد الروسي سيحتاج إلى وقت للتخطيط، فمثل هذه العمليات العسكرية تتطلب تحديد الأهداف بدقة، وتجهيز الذخائر، والتأكد من الصيانة الفنية. وهناك أيضًا ملاحقة داخلية للعناصر التي شاركت في تسهيل هذه الهجمات من داخل روسيا”.

أهداف أوكرانيا ورسائلها

 

أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى أن التخطيط للعملية بدأ قبل سنة وستة أشهر وتسعة أيام، وهي إشارة ضمنية تهدف لإبعاد شبهة التنسيق مع ترامب بعد عودته للسلطة.

ومن جانبه د. ملحم يطرح تساؤلات عن تورط محتمل لأجهزة الاستخبارات الأمريكية أو البريطانية، في وقت تتصاعد فيه التكهنات عن وجود تيارات في الغرب لا تريد لترامب النجاح.

ويقول: ” هل تم التخطيط لهذه العملية بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، التي كان يقودها حينها وليام بيرنز، أم مع الاستخبارات البريطانية؟ وإن كان الأمر كذلك، فهل هناك تيار داخل الولايات المتحدة لم يكن يريد لترامب أن يعود للسلطة، بسبب توجهاته المختلفة داخليًا وخارجيًا؟ بل إن الرئيس الفرنسي نفسه صرّح في مقابلة له على “فرانس 2″ بأنه يملك معلومات دقيقة بأن ترامب لن يصل إلى السلطة مجددًا، وقد صرّح بذلك قبل الانتخابات الأمريكية”.

 

التأثير على المفاوضات والرسائل الدولية

 

العملية جاءت قبل يوم من مفاوضات إسطنبول، وهو ما فسّره د. ملحم بأنه رد على رفض روسيا تقديم مذكرتها التفاوضية، وهدفه إظهار أن أوكرانيا تدخل المفاوضات من موقع قوة.

 

لكن وعلى النقيض، يرى ملحم أن النتائج كانت عكسية، إذ قد تدفع روسيا للانسحاب من أي مسار تفاوضي، والبدء بجولة تصعيدية لا تُبقي ولا تذر.

ويقول: “نفذت أوكرانيا عمليات مشابهة في معركتي “باخموت” و”كورسك”، ولم تحقق مكاسب تفاوضية، هذه الطائرات متوفرة بأعداد كبيرة في روسيا، ولا تؤثر عمليًا على حركة القوات الروسية”.

ويضيف: “يمكن تشبيه هذا الهجوم بمحاولة “كورسك 2″، وهو مغامرة أخرى دفعت بأوكرانيا إلى نفق مظلم كما حدث سابقًا. الهدف من هذه المغامرات ليس عسكريًا بحتًا، بل بروباغندا إعلامية لإقناع الرأي العام الغربي بقدرة أوكرانيا على المواجهة، وربما لحشد مزيد من الدعم المالي والعسكري”.

ويرى د. آصف ملحم أن أوكرانيا، بهذه العملية، لم تحقق نصرًا عسكريًا كبيرًا، لكنها فتحت المجال أمام روسيا لتجاوز الخطوط الحمراء السابقة، بما فيها استهداف المنشآت المدنية.

 

وأكد أن الغرب لا يسعى إلى إنهاء الحرب، بل لإطالة أمدها واستنزاف روسيا، ويقول: “هذه العملية، وإن كانت إعلاميًا ضخمة، لا تغيّر الواقع على الأرض: روسيا تتقدم، والجيش الأوكراني منهك”.

 

ويبقى الهجوم الذي نفذته أوكرانيا باستخدام طائرات مسيرة صغيرة لم يحقق اختراقًا عسكريًا فعليًا، لكنه شكّل سابقة جديدة في الحرب، وأسهم في تصعيد الصراع إلى مستويات أكثر تعقيدًا. ومع ضبابية المشهد السياسي، وتصلب مواقف الطرفين، يبدو أن أفق الحل لا يزال بعيدًا، والحرب مستمرة بقرار دولي أكبر من أطرافها المباشرين.

 

داخل "شبكة العنكبوت".. خبير يكشف العقل المدبر للعملية الأوكرانية في روسيا وسيناريو الرد من موسكو
داخل “شبكة العنكبوت”.. خبير يكشف العقل المدبر للعملية الأوكرانية في روسيا وسيناريو الرد من موسكو

إعداد: جهاد عبد الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى