تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
Help me find Austin Tice
حورات خاصةحرب ايران واسرائيل

من انتصر في حرب الـ12 يوماً؟.. خبراء يكشفون لماذا قُصفت قطر ومرحلة جديدة بالشرق الأوسط

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أطلقت القوات العسكرية الإيرانية صواريخ مجنّحة وباليستية باتجاه قاعدة العديد الجوية في قطر، إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، هذه الضربة أحدثت صدمة إقليمية ودولية، ليس فقط بسبب ما تمثله القاعدة من ثقل استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بل لأنها وقعت على أرض دولة ترتبط بعلاقات “مرنة” مع طهران.

 

غير أن المفارقة التي فاجأت المتابعين جاءت سريعًا، حين أعلنت الدوحة عن توصلها إلى هدنة بين إيران وإسرائيل، ما أعاد خلط الأوراق، وأثار تساؤلات حول تضحية إيران بصداقة قطر لها، فيما أوضح خبراء هدف تلك الضربة على القاعدة الأمريكية قرب الدوحة، ومن المنتصر في حرب الـ 12 يوماً؟

 

الضربة الإيرانية على قاعدة العديد.. رسائل في كل اتجاه

أطلقت إيران ما لا يقل عن 19 صاروخًا باليستيًا قصيرة ومتوسطة المدى باتجاه قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، ووصفت طهران هذه الضربة بأنها ردّ مباشر على الهجوم الأمريكي الذي استهدف ثلاثة مواقع نووية إيرانية في أصفهان وبوشهر وفوردو. وفي حين سارع الجانب القطري إلى إدانة الهجوم واعتباره انتهاكًا صارخًا للسيادة، توالت التحليلات حول أهداف إيران الحقيقية.

 

يقول الخبير بالعلاقات الدولية، طارق البرديسي، في حديثه لوكالة ستيب نيوز: “تُعدّ الضربة الإيرانية لقاعدة العديد في قطر ضربة رمزية تحمل أبعادًا أوسع من مجرد ردّ عسكري. فقد بدت وكأنها ضربة باسم الإسلام، أو ضربة نهائية، تعكس رغبة في تهدئة الأوضاع ووقف الأعمال العدائية التي لم يعد لاستمرارها ما يبرره”.

 

ويضيف: “من الواضح أن هناك نوعًا من التواطؤ أو التغافل، لأن قطر، عندما تغلق مجالها الجوي وتتصرف بهذه الطريقة، فذلك يدل على علم مسبق بالضربة. وأعتقد أن هذه الضربة كانت تهدف إلى حفظ ماء وجه إيران أمام الداخل، وتأكيدًا على الكرامة الوطنية والإرادة الإيرانية”.

 

وفي السياق ذاته، قدّم الدكتور عبد الحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تحليلاً يقول خلاله: “أعتقد جازمًا أن الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد في قطر كان الهدف منها إيصال رسالة وتكريس سياسة الردع، وربما جاءت كرد فعل على الاستهداف الأمريكي للمرافق والمنشآت النووية، ولم تكن تستهدف قطر كدولة شقيقة”.

 

وأوضح أن الخطاب الرسمي الإيراني وتصريحات مسؤوليها تشير إلى أن الهدف كان واضحًا: “القاعدة الأمريكية تحديدًا، كرد فعل على الهجوم الأمريكي الأخير. وبذلك كانت هذه الضربة محاولة لحفظ ماء الوجه ولجم أي هجوم أمريكي محتمل على إيران أو على مقدراتها العسكرية”.

وساطة قطرية وسط الدخان

المفارقة التي أثارت تساؤلات عدة كانت إعلان الهدنة بين إيران وإسرائيل، بعد أقل من ساعات على ضربة قاعدة العديد، ووفق تقارير رويترز، فقد تولّت الدوحة التوسط بين واشنطن وطهران عبر وزير خارجيتها، ما مهد الطريق لصيغة وقف إطلاق نار مرحلية بين إيران وإسرائيل.

 

يقول البرديسي: “من الواضح أن هناك اتفاقًا ما، وتفاهمات تدور خلف الكواليس، وقطر لعبت دور الوسيط الفاعل. وهنا تكمن المفارقة: الدولة التي ضُربت سيادتها، وانتهك القانون الدولي على أراضيها، هي نفسها التي توسطت للوصول إلى الهدنة بين واشنطن وطهران”.

 

ويتابع: “الدولة المتضررة أصبحت الوسيط الفاعل في تهدئة التصعيد والضغط على طهران، بل وإقناعها بقبول الهدنة. هذا ما عبّر عنه ترامب، حين أشاد بدور قطر في إقناع إيران بالتهدئة بعد حرب دامت 12 يومًا”.

 

أما الدكتور القرالة فأكد أن ما جرى لم يكن إلا نتيجة ضغوط دولية مباشرة: “الاتفاق على وقف إطلاق النار يبدو أنه جاء نتيجة قناعة مشتركة لدى جميع الأطراف بأن هذا النزاع القائم على الفعل ورد الفعل يجب أن يتوقف، خاصة في ظل الظروف التي تعاني منها إيران وإسرائيل على حد سواء، من خسائر كبيرة”.

 

ويضيف: “الولايات المتحدة كانت اللاعب غير المعلن، ولكن الفاعل الأكبر في وقف النزاع، وربما جاء الإعلان عنه في إطار محاولة إيقاف هذا النزاع قبل تحوله إلى حرب شاملة تهدد المنطقة”.

 

12 يومًا من التصعيد: خسائر ثقيلة ونتائج غير محسومة

خلال الحرب التي استمرت من 13 حتى 24 يونيو 2025، تبادلت إيران وإسرائيل الضربات الجوية والصاروخية، فقد أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل ما بين 200 إلى 600 شخص في إيران، ودمّرت أجزاء من منشآت نووية، وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية ومنظمات حقوقية.

 

وفي المقابل، قُتل في إسرائيل ما بين 28 إلى 32 شخصًا، ووقعت أضرار جسيمة في تل أبيب وحيفا، جراء هجمات إيرانية بطائرات مسيّرة وصواريخ أرض-أرض، وفق وسائل إعلام عبرية.

 

يقول البرديسي: “كل طرف يسوّق روايته لشعبه. الأمريكيون والإسرائيليون يقولون إنهم فرضوا السلام بالقوة، والإيرانيون يقولون إنهم تحدوا الغطرسة الأمريكية، وأن أقوى قوة استراتيجية في العالم لم تستطع كسر إرادتهم”.

 

ويضيف القرالة مؤكدًا الطبيعة النفسية للصراع: “من منظور استراتيجي، يتضح أن كلا الطرفين – الأمريكي والإيراني – كانا يمارسان حربًا نفسية وإعلامية، يسعى كل منهما من خلالها إلى إظهار أنه الطرف المنتصر. غير أننا نرى أن هذه الحرب لم تُنتج منتصرًا حقيقيًا، وإنما كانت حربًا صفرية”.

 

وشدد على أن: “الهدف الإسرائيلي المعلن كان القضاء على المقدرات النووية الإيرانية، لمنع إيران من الوصول إلى تصنيع القنبلة النووية. لكن لا يمكن الحكم بدقة على نتائج الضربات بسبب غياب معلومات موثوقة حول الأضرار”.

 

هل تصمد الهدنة؟ وهل تنطلق المفاوضات؟

أعلن ترامب عن وقف إطلاق نار مرحلي يبدأ منتصف يوم 24 يونيو من الجانب الإيراني، على أن تردفها إسرائيل بوقف النار بعد 12 ساعة، وأشار إلى أن هدفه ليس تغيير النظام في إيران، بل نزع سلاحها النووي.

 

البرديسي يشكك في مصداقية ذلك ويقول: “هل ستتحول الهدنة إلى اتفاق دائم؟ هذا ما لمح إليه ترامب عندما قال إن هناك “اتفاقًا نهائيًا”، لكن كما علمتنا التجارب، كثيرًا ما تختلف تصريحاته عن أفعاله على الأرض”.

 

أما القرالة، فيؤكد: “أي خرق سيُقابل برد فعل جديد، ما قد يعيدنا إلى مربع التصعيد. ولكن أعتقد جازمًا أن هناك إرادة أمريكية حقيقية لوقف النزاع، حتى وإن لم تُعلن بشكل رسمي، لكنها تُمارس عبر الضغط الخفي”.

 

وفيما يخص المرحلة المقبلة، يرى القرالة أن المفاوضات آتية لا محالة ويضيف: “الأمور تتجه نحو استئناف التفاوض، ليس فقط حول الملف النووي، بل حول ملف الصواريخ الباليستية، والعقوبات، وتحرير الأرصدة المجمدة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تعاني منها إيران”.

 

الطموحات الإسرائيلية: تغيير وجه الشرق الأوسط؟

بحسب البرديسي، فإن تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف نوايا تتجاوز مجرد “ردع إيران”، قائلاً: “نتنياهو يزعم أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما دمّر النظام السوري، وأضعف حزب الله، وحماس، وألحق أضرارًا فادحة بالقدرات الإيرانية”.

 

ويتفق معه القرالة، الذي يرى أن المشروع الإسرائيلي أعمق من مجرد عمليات عسكرية ويقول: “في ظل وجود اليمين الإسرائيلي المتطرف، يبدو أن هناك طموحات لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الإسرائيلية، ويضمن تفوقها الإقليمي لعقود قادمة”.

 

شرق أوسط هش تحت قوس النار

ما حدث بين إيران وإسرائيل خلال 12 يومًا من المواجهة، وما أعقب ذلك من وساطة قطرية، وهدنة سريعة، يكشف مدى هشاشة التوازن في المنطقة، ومدى تعقيد الصراع الإقليمي الذي تتشابك فيه أدوات الردع، والحسابات السياسية، والمصالح الدولية.

 

في حين يرى البعض أن الحرب انتهت، يشير كثيرون إلى أنها “استُبدلت” مؤقتًا بأدوات تفاوض وضغط، لا تقل شراسة عن السلاح.

وير البرديسي أنه لا يوجد هناك أهدافًا فورية بعد إيران. ويقول: “يبدو أن المرحلة الحالية حققت كل الطموحات، وقد وصلت أمريكا وإسرائيل إلى أقصى ما كان يمكن تحقيقه في هذه المرحلة. وربما يكون هذا كافيًا لنتنياهو وترامب، على الأقل في المدى المنظور”.

ومع هذه التطورات الدراماتيكية يبقى السؤال هل نحن أمام نهاية جولة… أم بداية مرحلة جديدة من لعبة النار والرماد في الشرق الأوسط؟

من انتصر في حرب الـ12 يوماً؟.. خبراء يكشفون لماذا قُصفت قطر ومرحلة جديدة بالشرق الأوسط
من انتصر في حرب الـ12 يوماً؟.. خبراء يكشفون لماذا قُصفت قطر ومرحلة جديدة بالشرق الأوسط

اقرأ أيضاً|| قصفٌ في العمق وردٌ في الأفق.. خبير يكشف ما ينتظر المنطقة بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى