في لحظة وصفت بأنها "تاريخية وفارقة"، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء اليوم الاثنين، توقيع اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من السلام وإعادة الإعمار في المنطقة، وذلك خلال القمة المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بحضور زعماء إقليميين ودوليين.
وقال الرئيس المصري في كلمته إن المنطقة "تشهد لحظة تاريخية فارقة"، معرباً عن أمله في أن يُنهي هذا الاتفاق "صفحة مؤلمة في تاريخ البشرية"، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وشدد السيسي على أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، وأن السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي، مضيفاً أن "من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره وينعم بالحرية". ودعا في الوقت ذاته الشعب الإسرائيلي إلى "مد يده لتحقيق السلام"، مشيراً إلى أن "السلام لا تبنيه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب كذلك".
وأكد الرئيس المصري أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام، معلناً أن القاهرة ستعمل خلال الأيام المقبلة على وضع الأسس المشتركة لإعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي. وأضاف: "نستشرف مستقبلاً مشرقاً لمنطقتنا، وأمامنا فرصة تاريخية فريدة للوصول إلى شرق أوسط مستقر، خالٍ من أسلحة الدمار الشامل".
وأوضح السيسي أن تنفيذ اتفاق غزة يمثل "الخطوة الأساسية للوصول إلى حل الدولتين وتكامل شعوب المنطقة في مسار واحد نحو التنمية والاستقرار".
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته عقب توقيع الاتفاق إن "الوثيقة التي وقعناها للتو تاريخية"، مؤكداً أن ما تحقق اليوم "هو إنجاز غير مسبوق"، مضيفاً: "حققنا معاً ما قال الجميع إنه مستحيل، وهو السلام في الشرق الأوسط".
وأعلن ترامب أن الحرب في غزة انتهت رسمياً، وأن المساعدات الإنسانية بدأت في التدفق إلى القطاع، مشيراً إلى أن مرحلة إعادة بناء غزة ستكون الأصعب، لكنها تمثل الطريق نحو مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وتابع ترامب بالقول إنه يتوجه بالشكر إلى الدول العربية والإسلامية التي مكنت من تحقيق هذه الانفراجة التاريخية، مشيراً إلى أن التعاون الإقليمي سيكون محور المرحلة المقبلة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق واستدامة السلام.