أكدت إيران أن أكثر من 50 جهازًا استخباراتيًا دوليًا شارك ضمن ما وصفته بـ"ناتو استخباراتي" ضدها خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، في محاولة لإسقاط النظام الإيراني وزعزعة استقرار البلاد، وفق تصريحات وزير الاستخبارات الإيراني سيد إسماعيل خطيب.
وقال خطيب، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية اليوم الأربعاء، إن ما جرى مؤخرًا "كان أوسع حرب استخباراتية مركّبة تتعرض لها إيران منذ الثورة"، موضحًا أن تلك الأجهزة "شنت هجومًا صامتًا استخدم فيه العدو جميع أدوات الحرب الحديثة، من التكنولوجيا المتطورة إلى الحملات النفسية والإعلامية المكثفة".
وأضاف الوزير أن "وحدة الشعب الإيراني ودعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أفشل كل المخططات التي استهدفت إسقاط النظام وتقسيم البلاد"، مؤكدًا أن "العدو فشل في تحقيق أهدافه بفضل تماسك الجبهة الداخلية والإيمان الوطني".
وأوضح خطيب أن "العدو أعدّ لهذه الحرب عبر سنوات من التدريب والتنسيق، وتنظيم صفوف المعارضين والمنظمات المعادية للثورة، إلى جانب تجنيد وسائل الإعلام العالمية لبثّ ما سماه بـ"إيرانوفوبيا" و"ثورة فوبيا" و"شيعة فوبيا"، مشيرًا إلى أن تلك الأطراف "سعت أيضًا إلى إرسال عناصر إرهابية وتكفيرية من سوريا وأفغانستان إلى الداخل الإيراني لتنفيذ أعمال تخريبية".
ولفت إلى أن "العدو استفاد من تجارب ميدانية سابقة في غزة ولبنان وسوريا، واستخدم أحدث التقنيات العسكرية الغربية في إدارة تلك الحرب المركبة"، مشددًا على أن ما جرى "لم يكن مجرد صراع عسكري أو أمني، بل حرب شاملة استهدفت العقل والوعي والمجتمع الإيراني".
وقال الوزير الإيراني إن تلك الحرب "كانت نفسية وفكرية وإعلامية بامتياز، هدفها تحييد الشعوب والدول الصديقة عن دعم إيران وتشويه صورة محور المقاومة واتهامه بالإرهاب"، مضيفًا أن بلاده "لن تنسى حجم المشاركة الغربية في هذه الحرب الصامتة، وأن الرد سيكون عبر تعزيز الأمن الداخلي وتوسيع قدرات الردع السيبراني والاستخباراتي".
واختتم خطيب بالقول إن إيران "تواجه تحالفًا معاديًا غير مسبوق، لكنه تحالف فشل في تحقيق أي من أهدافه، لأن الإرادة الوطنية أقوى من كل المؤامرات، ولأن الشعب الإيراني أثبت أنه الدرع الحقيقي في وجه أي حرب مركّبة تستهدف بلاده".
وكانت إسرائيل بمشاركة الولايات المتحدة شنّت ضربات جوية كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي خلال 12 يوماً ودمّرت معظمها، في واحدة من اكبر جولات الصراع بالمنطقة.