قال المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، اليوم الأحد، إن الشعب الليبي هو من سيحسم مصير الأزمة السياسية في البلاد، مؤكداً أن كل من يحاول الوقوف في وجه إرادة الليبيين "سيجد نفسه في مواجهة القوات المسلحة".
وجاءت تصريحات حفتر خلال لقائه مشايخ وأعيان مدينة ترهونة في مقر القيادة بمدينة المشير خليفة حفتر العسكرية، حيث شدد على أن الشعب "لن يقبل بأن يتحول وطنه إلى حقل تجارب أو ساحة صراع على السلطة والثروة"، في إشارة إلى تعقّد المشهد السياسي بعد سنوات من الانقسام بين الشرق والغرب.
وقال حفتر: "إن بلادنا أمام مرحلة مفصلية، ونقول للشعب إن موعد حراكه السلمي كي يقرر مصيره قد حان"، مضيفاً: "على الشعب أن يضع حداً للأزمة، ويتصدى لكل من يدّعي الوصاية عليه في تقرير مصيره".
وأكد القائد العام للجيش الوطني أن جميع المبادرات السياسية المحلية والدولية قد فشلت في إخراج ليبيا من أزمتها الممتدة، مضيفاً أن القرار الحاسم ليس بيد القيادة العامة للجيش، بل بيد الشعب الليبي نفسه، الذي يملك الحق في اختيار مستقبله السياسي بحرية.
انتقادات لبعثة الأمم المتحدة
وتأتي تصريحات حفتر بعد أيام من إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بدء تلقي الترشيحات لحوار مجتمعي يهدف إلى تنفيذ خريطة الطريق السياسية التي طرحتها الأمم المتحدة في أغسطس (آب) الماضي.
وتتضمن خريطة الطريق ثلاث مراحل أساسية: أولها تنفيذ إطار انتخابي قابل للتطبيق سياسياً تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وثم توحيد المؤسسات الليبية عبر تشكيل حكومة جديدة موحدة، وإطلاق حوار وطني مهيكل يتيح مشاركة واسعة لليبيين في معالجة القضايا الجوهرية العالقة.
لكن الحكومة المكلفة من البرلمان اعتبرت أن خطوة البعثة الأممية تمثل "تجاهلاً متعمداً للمرحلة الأولى من الخريطة السياسية"، واتهمتها بأنها عرقلت تنفيذ خريطة الطريق ووأدتها قبل أن تبدأ، مؤكدة أن الأمم المتحدة "تصرّ على تجاوز القوانين الليبية والمواثيق الدولية".
انقسام سياسي مستمر منذ عقد
وتعيش ليبيا منذ عام 2011 حالة من الاضطراب السياسي والأمني عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، حيث انقسمت البلاد منذ عام 2014 إلى سلطتين متنازعتين: حكومة الشرق الليبي المدعومة من البرلمان ومقرها بنغازي، وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تشكلت في 2021 بدعم من الأمم المتحدة بهدف إجراء انتخابات عامة.
إلا أن العملية الانتخابية تعثرت بسبب خلافات سياسية وقانونية عميقة بين الطرفين، ما أدى إلى استمرار حالة الجمود والانقسام حتى اليوم.
