صفقة أسلحة بمليارات الدولارات بين ليبيا وباكستان
كشف مصدر عسكري ليبي لشبكة CNN، الثلاثاء، عن توصل “الجيش الوطني الليبي”، بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى اتفاق لشراء أسلحة من باكستان، في صفقة تُقدَّر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، وذلك عقب زيارة رسمية أجراها رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، إلى ليبيا الأسبوع الماضي.
وجاء الاتفاق بعد لقاء جمع الجنرال عاصم منير بنائب القائد العام لـ“الجيش الوطني الليبي” صدام خليفة حفتر، في مدينة بنغازي شرقي البلاد، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وفي السياق ذاته، كانت وكالة “رويترز” قد أفادت، نقلًا عن مصادر باكستانية، بأن إسلام آباد توصلت إلى اتفاق تتجاوز قيمته 4 مليارات دولار لبيع أسلحة لـ“الجيش الوطني الليبي”، رغم استمرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وخلال اللقاء، أكد قائد الجيش الباكستاني أن بلاده استطاعت ضمان استقلالها الدفاعي عبر تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية محليًا، مشيرًا إلى أن باكستان لم تعد تعتمد على الغرب في هذا المجال. وأضاف أن التجربة القتالية الأخيرة مع الهند أظهرت تفوق التقنيات الباكستانية على نظيراتها الغربية والروسية المستخدمة من الجانب الهندي، بما في ذلك مقاتلات “رافال” و“سوخوي 30” و“ميغ 29” و“ميراج 2000” ومنظومة “S400”.
وشدد عاصم منير على أن جميع القدرات العسكرية والتكنولوجية التي تمتلكها باكستان “متاحة لإخواننا في ليبيا”، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، واعتبر أن زيارة صدام حفتر إلى باكستان في يوليو الماضي شكّلت نقطة تحول في إعادة إحياء هذه العلاقة.
من جانبه، قال صدام حفتر إن التعاون العسكري بين ليبيا وباكستان يمثل مرحلة جديدة في مسار بناء قدرات “الجيش الوطني الليبي” وفق معايير حديثة ومتطورة، مؤكدًا السعي إلى إقامة شراكة عسكرية وأمنية مستدامة لمواجهة التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.
وأضاف أن التجربة الباكستانية في بناء مؤسسة عسكرية منضبطة تمثل نموذجًا يمكن الاستفادة منه في ليبيا، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يفتح آفاقًا واسعة في مجالات الأمن السيبراني، والطائرات المسيّرة، والتكنولوجيا الدفاعية.
وعقب اللقاء، شهد الجانبان مراسم توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين “الجيش الوطني الليبي” والجيش الباكستاني، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري، وتوسيع نطاق التنسيق المشترك بما يسهم في دعم جهود الاستقرار الإقليمي، وفق بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع لـ“الجيش الوطني الليبي”.