في تطور سياسي مفاجئ، دعا دولت بهتشلي، زعيم حزب "الحركة القومية" وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إمكانية إطلاق سراح صلاح الدين دميرتاش، الزعيم السابق لـ"حزب الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، بعد سنوات من اعتقاله.
جاءت تصريحات بهتشلي، الثلاثاء، خلال حديثه للصحفيين أمام البرلمان التركي، حيث قال إن الإفراج عن دميرتاش قد يكون مفيدًا في هذا التوقيت، في إشارة فُهمت على نطاق واسع بأنها جزء من تحول محتمل في الموقف السياسي التركي من الملف الكردي.
تحول غير مسبوق في موقف بهتشلي
تأتي هذه الدعوة بعد عام فقط من تصريح مشابه لبهتشلي، طالب فيه بضرورة إطلاق عملية سلام جديدة مع حزب العمال الكردستاني المحظور، رغم أنه كان من أبرز الأصوات التي دعت سابقًا إلى تشديد الإجراءات ضد التنظيمات الكردية.
ويرى مراقبون أن هذا التغير المفاجئ في الخطاب السياسي لزعيم الحركة القومية قد يعكس تفاهمات جديدة داخل التحالف الحاكم، خصوصًا في ظل تنامي الحديث عن حل سياسي للقضية الكردية وتراجع التأثير الشعبي لبعض الأحزاب التقليدية.
لجنة برلمانية تمهد لمرحلة جديدة
وفي هذا السياق، شكّلت تركيا مؤخرًا لجنة برلمانية خاصة تعمل على وضع الأسس القانونية لعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، وتشمل مهامها تحديد الإطار القانوني لانتقال مقاتلي الحزب إلى العمل السياسي السلمي.
ومن المقرر أن تواصل اللجنة عملها حتى نهاية العام الجاري، مع إمكانية التمديد لمدة شهرين إضافيين إذا اقتضت الضرورة، في خطوة تعكس أن أنقرة قد تكون بصدد إطلاق مرحلة جديدة من المصالحة الداخلية بعد سنوات من التوترات.