كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن مشاورات ومساعٍ مكثفة في نيويورك تهدف إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يؤيد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة، والتي تتضمن وقف الحرب وبدء مرحلة جديدة من الترتيبات السياسية والإنسانية في القطاع.
وأوضح عبد العاطي، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أن التحركات الدبلوماسية المصرية تتركز على تأمين دعم دولي لخطة ترامب، بما يشمل تشكيل مجلس السلام، ونشر قوة دولية، وإنشاء لجنة فلسطينية إدارية لتسيير شؤون القطاع، وذلك ضمن بنود الخطة التي تهدف إلى تثبيت الهدنة وتهيئة الأرضية لسلام مستدام.
وخلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير من الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، شدد عبد العاطي على "ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق شرم الشيخ للسلام"، معتبراً أن تثبيت هذا الاتفاق يمثل الركيزة الأساسية لإنهاء الحرب بشكل شامل في قطاع غزة.
كما أكد الوزير المصري أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، والتي تتضمن جوانب سياسية وتنموية وإنسانية، إلى جانب بدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات تتناسب مع حجم الاحتياجات المتزايدة للسكان.
وفي هذا السياق، أشار عبد العاطي إلى أن القاهرة تستعد لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة خلال شهر نوفمبر الجاري، موضحاً أن مصر تتطلع إلى "مشاركة فعّالة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي" في هذا الحدث، بما يسهم في تحريك عملية الإعمار على أسس عملية ومستدامة.
وبحسب البيان، تناول الاتصال بين الجانبين الأوروبي والمصري المشاورات الجارية في نيويورك حول مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن، والذي يتضمن الترحيب بخطة ترامب وتفاصيل تشكيل مجلس السلام ونشر القوة الدولية في غزة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وضمان آليات تنفيذ الخطة على الأرض.
كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في السودان، حيث اتفقا على أن "لا حل عسكرياً للأزمة السودانية"، وشددا على ضرورة تنفيذ بيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر الماضي، بما يحافظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية.
وأدان الطرفان "الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها مدينة الفاشر" في الآونة الأخيرة، داعين المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة". كما أعربا عن "قلقهما البالغ من التدهور الإنساني المأساوي في السودان"، وأكدا أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية شاملة ووقف دائم لإطلاق النار تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جامعة.
وفي سياق متصل، بحث الوزير المصري مع المسؤولة الأوروبية أوضاع القارة الإفريقية، خصوصاً في منطقة الساحل، حيث استعرض عبد العاطي الجهود التي تبذلها مصر لدعم التنمية والاستقرار في دول القارة، مشيراً إلى دعم القاهرة الكامل للجهود الإفريقية الرامية إلى تحقيق الأمن والتنمية المستدامة.
كما أبرز قدرات مصر في مجالات إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، مستشهداً بـ"دور مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية" الذي تستضيفه القاهرة، إضافة إلى برامج مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، التي تسهم في دعم جهود الاستقرار والتنمية عبر القارة.
