فاجأ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي جماهير كرة القدم حول العالم بزيارة مؤثرة إلى ملعب الكامب نو، مساء الأحد، حيث استعاد ذكرياته الخالدة مع نادي برشلونة الذي صنع معه أمجاده الكروية، ووجّه رسالة مليئة بالمشاعر الصادقة لجماهير الفريق الكتالوني.
ونشر قائد منتخب الأرجنتين، الذي يدافع حاليًا عن ألوان إنتر ميامي الأميركي، صورًا له من داخل ملعب الكامب نو عبر حسابه على منصة إنستغرام، أرفقها بكلمات مؤثرة حملت حنينًا واضحًا إلى الماضي، إذ حصد منشوره أكثر من 7 ملايين إعجاب خلال ساعات قليلة، ما يعكس عمق العلاقة التي لا تزال تربطه بالنادي وجماهيره.
رسالة الحنين إلى الكامب نو
عبّر ميسي في رسالته عن اشتياقه الكبير لملعب الكامب نو وجماهير "البلوغرانا" التي كانت شاهدة على أبرز لحظات مسيرته الذهبية، وقال: "الليلة الماضية عدت إلى المكان الذي افتقدته بكل جوارحي، المكان الذي كنت فيه سعيدًا جدًا، حيث جعلتموني أشعر آلاف المرات أنني أسعد شخص في العالم. أتمنى يومًا أن أتمكن من العودة، ليس فقط لأودعكم كلاعب، كما لم أستطع أن أفعل أبدًا".
وأعادت كلمات ميسي إلى الأذهان مشاهد لحظات الوداع التي لم تتحقق، بعدما غادر برشلونة في صيف 2021 نحو باريس سان جيرمان، إثر الأزمة المالية الخانقة التي مرّ بها النادي ومنعته من تجديد عقده رغم رغبته القوية في البقاء.
ذكريات لا تُنسى مع برشلونة
على مدى أكثر من 17 عامًا، كان ميسي رمزًا للعصر الذهبي لبرشلونة، إذ قاد الفريق لتحقيق عشرات الألقاب المحلية والأوروبية، من بينها أربع بطولات لدوري أبطال أوروبا وعشر بطولات للدوري الإسباني، فضلًا عن تحطيمه جميع الأرقام القياسية الممكنة بقميص النادي.
وقد ارتبط اسمه بالملعب الشهير "كامب نو" الذي شهد على أروع لحظاته، من الأهداف الخرافية إلى التتويجات التاريخية، ليصبح المكان بمثابة بيتٍ ثانٍ للنجم الأرجنتيني.
من باريس إلى ميامي... والحنين لا ينتهي
رغم انتقاله إلى باريس سان جيرمان عام 2021، ثم إلى إنتر ميامي الأميركي في 2023، ظل ميسي يحتفظ بعلاقة وجدانية عميقة مع برشلونة وجماهيره.
وخلال زيارته المفاجئة، بدا وكأنه يعيش لحظات تأمل واسترجاع، في ظل استمرار أعمال تجديد ملعب الكامب نو ضمن مشروع "سبوتيفاي كامب نو"، الذي من المتوقع أن يفتتح رسميًا في عام 2026.
ويقول مقربون من النجم الأرجنتيني إن زيارته لم تكن مجرد محطة عابرة، بل رسالة رمزية لجماهير برشلونة بأنه لا يزال يعتبر النادي بيته الأول، وربما تمهيد لتوديع رسمي طال انتظاره منذ رحيله.
أسطورة خالدة في ذاكرة كرة القدم
منذ مغادرته إسبانيا، واصل ميسي كتابة فصول جديدة من المجد الكروي، أبرزها قيادته منتخب الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 2022 في قطر، لتُتوَّج مسيرته بأعلى إنجاز في عالم كرة القدم، مثبتًا أنه لا يزال في قمة عطائه رغم بلوغه عامه الثامن والثلاثين.
وفي الشهر الماضي، مدد ميسي عقده مع إنتر ميامي حتى عام 2028، ليواصل مشواره في الدوري الأميركي (MLS)، حيث يجذب الأنظار ويصنع الفارق بفضل مهاراته وتمريراته الحاسمة.
ورغم مرور الزمن وتبدّل القمصان، تبقى ذكريات ميسي في برشلونة هي الأعمق والأكثر تأثيرًا في نفوس عشاقه، الذين ينتظرون اليوم الذي يعود فيه أسطورتهم إلى الكامب نو ليقول وداعًا كما يليق بتاريخٍ كُتب بحروف من ذهب.