أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده تمتلك أسلحة نووية تم نقلها وصيانتها مؤخرًا في روسيا، مشيرًا إلى أن بيلاروس حذرت الجانب الأمريكي من ذلك دون الكشف عن مواقع تلك الأسلحة أو كميتها.
وجاءت تصريحات لوكاشينكو خلال اجتماع مخصص لمناقشة خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للفترة 2026-2030، حيث قال وفق ما نقلته وكالة بيلتا الرسمية: "حتى الآن، الأمريكيون يصرون على أنهم لا يعرفون ما إذا كنا نملك أسلحة نووية أم لا. وهذا أمر جيد، دعهم يعتقدون ما يشاؤون. لقد حذرناهم، لكننا لم نخبرهم بالكمية أو المكان أو الكيفية... هذا شأني الخاص. وهي موجودة في مكان آمن".
وأضاف الرئيس البيلاروسي أن بلاده أجرت صيانة للأسلحة النووية في روسيا، موضحًا أنها "أُعيدت إلى بيلاروس بأحدث نسخة من الأسلحة النووية التكتيكية"، ما يشير إلى تعزيز الترسانة العسكرية المشتركة بين موسكو ومينسك في ظل تصاعد التوتر مع الغرب.
أنظمة جديدة في الخدمة القتالية
وفي سياق متصل، كشف لوكاشينكو أن نظام صواريخ "أوريشنيك" سيدخل الخدمة القتالية في بيلاروس بحلول ديسمبر المقبل، موضحًا أن هذا النظام لن يكون متمركزًا في موقع ثابت، بل سيعمل بنظام الدوريات المتنقلة.
وقال: "لن نفصح عن التفاصيل. هذا نظام متنقل، ولن يكون متمركزًا في مكان واحد. سيقوم بدوريات في مواقع محددة، ومن موقع محدد، سيكون قادرًا على شن ضربة إذا لزم الأمر".
ويُعد نظام "أوريشنيك" من الأنظمة الصاروخية البيلاروسية الجديدة القادرة على حمل رؤوس تقليدية أو نووية، ويمنح القوات البيلاروسية قدرة أكبر على الردع والمناورة في حال نشوب أي مواجهة عسكرية محتملة مع حلف الناتو.
رسائل مزدوجة للغرب
تصريحات لوكاشينكو تأتي بعد أيام من تأكيده في 31 أكتوبر أن بيلاروس استبدلت الأسلحة النووية القديمة الموجودة على أراضيها، واستقدمت من روسيا أحدث النسخ من الأسلحة التكتيكية.
ويرى مراقبون أن حديث الرئيس البيلاروسي يشكل رسالة مزدوجة إلى واشنطن وبروكسل، مفادها أن مينسك قادرة على الردع النووي المستقل، وأن أي ضغوط أو تهديدات عسكرية غربية ستواجه برد محسوب ومدعوم من موسكو.
ويؤكد مراقبون أن لوكاشينكو يستخدم ورقة الغموض النووي الاستراتيجي لردع خصومه الغربيين دون خرق علني لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إذ يُبقي على حالة من "الضبابية المقصودة" حول قدرات بلاده النووية.
التزامات مع موسكو ومعاهدة عدم الانتشار
وكان لوكاشينكو قد شدد خلال مؤتمر مينسك الدولي الثالث للأمن الأوراسي في 28 أكتوبر على أن المعاهدة الموقعة بين روسيا وبيلاروس عام 2024، في إطار دولة الاتحاد، تنص صراحة على أن استخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك النووية، سيكون للأغراض الدفاعية فقط، وضمن احترام صارم للقانون الدولي ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأوضح أن بلاده تلتزم بالمعايير القانونية الدولية، لكنها تحتفظ بحق الرد في حال تعرضها أو حليفتها روسيا لأي تهديد مباشر من جانب الغرب أو الناتو، قائلاً في تصريحات سابقة: "لسنا دولة تبحث عن الحرب، لكننا لن نسمح لأحد بأن يملي علينا أين نضع سلاحنا أو كيف نحمي أرضنا".
تأتي تصريحات لوكاشينكو في لحظة دقيقة من التوتر الإقليمي بين روسيا والغرب، لتضيف بُعدًا نوويًا جديدًا إلى المشهد الأمني في أوروبا الشرقية. وبينما تلتزم بيلاروس رسميًا بعدم خرق معاهدة عدم الانتشار، فإن غموضها النووي المتعمد يبدو أنه بات جزءًا من أدوات الردع الجيوسياسي التي تستخدمها موسكو وحلفاؤها لموازنة النفوذ الأمريكي في المنطقة.