كشفت مصادر أمنية رفيعة لوكالة "رويترز" أن السلطات السورية أحبطت مؤامرتين منفصلتين لتنظيم "داعش" كانتا تستهدفان اغتيال الرئيس أحمد الشرع خلال الأشهر الماضية، في مؤشر على تصاعد المخاطر الأمنية التي تواجه القيادة السورية في خضم مرحلة سياسية جديدة تشهدها البلاد.
وأوضح مسؤول أمني سوري وآخر كبير في منطقة الشرق الأوسط أن إحدى المؤامرتين كانت تتمحور حول استهداف الرئيس الشرع أثناء مشاركته في فعالية رسمية أُعلن عنها مسبقًا، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل نظراً لحساسية القضية.
من جانبها، رفضت وزارة الإعلام السورية التعليق المباشر على هذه المؤامرات، مشيرة في بيان رسمي إلى أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن سوريا والمنطقة. وأضافت الوزارة أن أجهزة الأمن السورية تمكنت خلال الأشهر العشرة الماضية من إحباط عدة هجمات مرتبطة بالتنظيم، استهدفت مواقع دينية وأمنية في مناطق متفرقة من البلاد.
ويأتي الكشف عن هذه المخططات بينما تستعد دمشق للانضمام رسميًا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش، إذ من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل لمناقشة سبل التعاون الأمني والعسكري في المرحلة المقبلة.
تسعى حكومة الشرع منذ توليها السلطة في ديسمبر الماضي إلى إعادة بناء الثقة الدولية، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد على يد قوى المعارضة الإسلامية. ويرى مراقبون أن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي يمثل تحوّلًا جذريًا في سياساتها الخارجية، إذ تنتقل من التحالف الوثيق مع روسيا وإيران إلى الانفتاح على الغرب والدول العربية.
وفي سياق متصل، أطلقت وزارة الداخلية السورية مطلع الأسبوع حملة أمنية واسعة ضد خلايا تنظيم داعش في أنحاء البلاد، أسفرت عن اعتقال أكثر من 70 مشتبهًا بهم. وأوضح مسؤول أمني أن الحملة جاءت بعد ورود معلومات استخباراتية حول استعداد التنظيم لتنفيذ هجمات ضد الحكومة والأقليات السورية، مشيرًا إلى أن العملية تهدف أيضًا إلى إثبات اختراق أجهزة المخابرات السورية لصفوف التنظيم.
وكان الشرع قد قاد سابقًا هيئة تحرير الشام قبل أن ينفصل عنها عام 2016 ويخوض مواجهات دامية ضد تنظيم داعش، استمرت أكثر من عقد. وبعد سقوط نظام الأسد، سعى الشرع لتقديم نفسه كزعيم معتدل يمثل جميع الطوائف السورية، ما أثار غضب التنظيم الذي اعتبر ذلك خروجًا عن "الثوابت الإسلامية".
وبحسب تقارير أمنية، فإن حكومة الشرع تنسق منذ أشهر مع الجيش الأمريكي في محاربة التنظيم، ومن المتوقع أن يعزز الانضمام الرسمي إلى التحالف هذا التعاون العسكري. كما يُنظر إلى الخطوة على أنها تمهيد لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا قبل نهاية العام الجاري.
في المقابل، نفت وسائل إعلام سورية رسمية التقارير التي تحدثت عن نية واشنطن إنشاء قاعدة جوية في دمشق، دون تقديم توضيحات إضافية حول تفاصيل النفي.