بيتكوين: 86,812.69 الدولار/ليرة تركية: 42.46 الدولار/ليرة سورية: 11,018.24 الدولار/دينار جزائري: 130.69 الدولار/جنيه مصري: 47.44 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا - قصة - وكالة ستيب نيوز
سوريا
مصر - قصة - وكالة ستيب نيوز
مصر
ليبيا - قصة - وكالة ستيب نيوز
ليبيا
لبنان - قصة - وكالة ستيب نيوز
لبنان
المغرب - قصة - وكالة ستيب نيوز
المغرب
الكويت - قصة - وكالة ستيب نيوز
الكويت
العراق - قصة - وكالة ستيب نيوز
العراق
السودان - قصة - وكالة ستيب نيوز
السودان
الاردن - قصة - وكالة ستيب نيوز
الاردن
السعودية - قصة - وكالة ستيب نيوز
السعودية
الامارات - قصة - وكالة ستيب نيوز
الامارات
فلسطين - قصة - وكالة ستيب نيوز
فلسطين
حوارات خاصة اخبار سوريا

مستشار سياسي: 3 رسال إسرائيلية لسوريا قبل اتفاق سيعيد صياغة مشهد المنطقة لعقود

رسال إسرائيلية لسوريا قبل اتفاق سيعيد صياغة مشهد المنطقة
رسال إسرائيلية لسوريا قبل اتفاق سيعيد صياغة مشهد المنطقة

تبدو الجبهة الجنوبية السورية وكأنها تُعاد كتابتها فوق رمال متحرّكة، فزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناطق تحتلّها إسرائيل داخل الأراضي السورية في توقيت شديد الحساسية أشعلت ردوداً دبلوماسية غاضبة من دمشق، وفتحت الباب واسعاً أمام أسئلة تتجاوز البعد الرمزي للزيارة، وما يزيد من تداخل المشهد هو التقاطع الزمني بين هذه الخطوة وتزايد التوغلات الإسرائيلية على الأرض، وبين تحرّك دبلوماسي للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي بدأ من الرياض وانتهى في البيت الأبيض بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعقبه إعلان تل ابيب الوصول لطريق مسدود بمفاوضاتها مع دمشق.

فما هي رسائل نتنياهو التي يريد إيصالها بعد إغلاق باب التفاوض واقتحام الحدود؟

زيارة نتنياهو… سياسة الوقائع قبل التفاوض

ترى دمشق أنّ الزيارة الإسرائيلية تمثل "انتهاكاً صارخاً للسيادة"، لكنها بالنسبة للمراقبين تحمل رسالة أبعد من حدود المناورة السياسية، فهي تأتي في لحظة بدأت فيها واشنطن بإعادة الانخراط في الملف السوري، ما يمنح تل أبيب دافعاً للتحرك بقوة لضمان عدم تجاوز دورها في أي تسوية.

وهذا ما يؤكده المستشار السياسي السوري الدكتور باسل الحاج جاسم، موضحاً أن التصعيد لم يكن خطوة منفصلة عن الحراك الدبلوماسي الأخير، ويقول خلال حديث لوكالة ستيب نيوز: “الزيادة في التوغلات الإسرائيلية ليست حدثاً معزولاً، بل هي رسائل سياسية ميدانية مرتبطة مباشرة بزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن. تل أبيب شعرت أن الزيارة قد تفتح باباً لتحريك الملف السوري على الطاولة الأميركية، سواء فيما يتعلق بالعقوبات، أو بالمسار السياسي، أو بملفات الجنوب، وربما حتى التفاوض غير المعلن مع إسرائيل.”

وبحسب الحاج جاسم، تتحرك إسرائيل عادة عندما ترى أن الملفات تُدار في غيابها، مضيفاً: “كلما خشيت إسرائيل تحولاً دبلوماسياً لا يمر عبرها، تلجأ إلى فرض وقائع على الأرض، والتوغلات الأخيرة تحمل ثلاثة أهداف أساسية: التأكيد أن الجولان والجنوب تحت مراقبتها الأمنية المباشرة، وتذكير واشنطن بأن لإسرائيل حق الفيتو على أي تفاهمات تخص سوريا، ومنع تشكّل حالة توازن جديدة قد تفرض عليها التزامات مستقبلية. إسرائيل تريد القول: أنا جزء من المشهد، ولا يمكن تجاوزي.”

"الطريق المسدود": وصف سياسي… وليس توصيفاً واقعياً

في الأسابيع الأخيرة، كرّرت إسرائيل وصف المفاوضات مع سوريا بأنها "وصلت إلى طريق مسدود"، غير أن هذا الوصف، كما يبدو، جزء من أدوات الضغط وليس انعكاساً حقيقياً لتطور المحادثات.

ويشرح الدكتور الحاج جاسم دوافع تل أبيب قائلاً: “خطاب الطريق المسدود هو أداة ضغط بحد ذاته، فإسرائيل تستخدم هذه العبارة في ثلاث حالات: حين تريد رفع سقف التفاوض، وحين تشعر بأن الطرف الآخر بدأ يكسب دعماً دولياً، وحين تحتاج إلى الوقت لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية.”

ويضيف: “تل أبيب تدرك أن أي اتفاق مع سوريا لن يكون اتفاقاً عابراً، بل اتفاقاً يعيد صياغة الوضع الحدودي والجغرافي وربما السياسي لعقود، ولذلك، وصف المفاوضات بأنها في مأزق هو طريقة لشراء الوقت، وليس توصيفاً حقيقياً للواقع.”

واشنطن… إدارة توازنات لا فرض حلول

لقاء الشرع وترامب لم يمرّ مروراً عابراً على خريطة النفوذ في المنطقة، فالولايات المتحدة تبدو في طور إعادة صياغة دورها في الجنوب بل وفي سوريا ككل، بحسب التصريحات والتطورات الأخيرة.

وهذا ما يوضحه الحاج جاسم: “الضغوط الأميركية مرجّحة، لكن مستوى الضغط يعتمد على مصالح واشنطن. الأرجح أن واشنطن ستتبع مقاربة إدارة التوازنات لا فرض الحلول، وستحاول دفع الطرفين إلى تفاهمات أمنية أولية دون الدخول في اتفاق سياسي شامل. باختصار، أميركا تريد تجنب الانفجار، لا إنتاج اتفاق نهائي.”

هذه المقاربة تجعل ملف المفاوضات مساحة مفتوحة على الاحتمالات، وتضع واشنطن في موقع المنسّق بين الأطراف، دون تبني مشروع تسوية نهائية أو استراتيجية خروج.

مستشار سياسي: 3 رسال إسرائيلية لسوريا قبل اتفاق سيعيد صياغة مشهد المنطقة لعقود

إقليم مضطرب… واحتمالات مفتوحة في الجنوب السوري

التغيرات المتسارعة تفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية للمرحلة المقبلة، وفق تقدير الدكتور الحاج جاسم حيث يقول: “الجنوب السوري يمر بمرحلة تحول جيوسياسي دقيق، وهناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: عودة روسيا ممكنة، لكن ليس بقوة 2017–2020. موسكو تعاني من ضغط أوكرانيا، لكنها قد تعود كضامن للتهدئة وليس كقوة انتشار واسعة.”

أما السيناريو الثاني فهو صعود الدور الأميركي، يضيف الخبير: “تعزيز التواجد الأميركي سيناريو وارد بقوة. واشنطن تحتاج نقطة ارتكاز قريبة من الجولان والعراق والأردن، خصوصاً إن ظهرت بوادر اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل.”

والسيناريو الثالث، وفق الحاج جاسم، هو الأكثر واقعية على المدى القريب: “اتفاق أمني مؤقت، يحدد قواعد اشتباك، ونقاط مراقبة، وضمانات دولية محدودة، دون التطرق للملفات السياسية الكبرى كالمياه والحدود الدائمة. وبالتالي، الاتفاق الأمني سيكون البداية.. وليس النهاية.”

مستشار سياسي: 3 رسال إسرائيلية لسوريا قبل اتفاق سيعيد صياغة مشهد المنطقة لعقود

لماذا يفضّل نتنياهو المماطلة؟

نتنياهو، وفق الحاج جاسم، ليس في عجلة من أمره للوصول إلى تسوية، للأسباب الداخلية قبل الإقليمية.

ويقول: “المماطلة تخدم نتنياهو، لسبب رئيسي يتعلق بالداخل الإسرائيلي. نتنياهو يعيش حالة سياسية داخلية معقدة: محاكم، انقسامات، واحتجاجات. وأي اتفاق حدودي أو سياسي مع سوريا قد يستخدم ضده، لذلك، المماطلة بالنسبة له وسيلة للحفاظ على توازناته الداخلية.”

كما يشير إلى أن حسابات القوة الميدانية تمنح نتنياهو سبباً إضافياً للتريث فنتنياهو يعتقد أن الوقت يعمل لصالح إسرائيل، وكل تأخير يعني مزيداً من تثبيت السيطرة في الجولان، ومزيداً من تغيير الوقائع الديموغرافية والإدارية. لذلك، صحيح أن سوريا لها مصلحة في التقدم، لكن نتنياهو أيضاً لديه مصلحة في تأخير الوصول إلى هذه المصلحة.

دور الجهات المحلية جنوباً… أوراق ضغط قابلة للطي

في مشهد الجنوب، تتحرك فصائل ومجموعات محلية بدرجات تأثير متفاوتة، وتثار تساؤلات حول مدى ارتباط هذه الأطراف بالأجندة الإسرائيلية، لكن الدكتور الحاج جاسم يرى الصورة بشكل أكثر تعقيداً.

ويقول: “هذه الجهات بغض النظر عن حجمها الحقيقي تتحرك ضمن سياقات محلية أكثر مما تتحرك وفق أجندة إسرائيلية مباشرة. وفي حال حدوث اتفاق سوري–إسرائيلي، فإن السيناريو الأقرب هو تراجع دور هذه المجموعات لأن الحاجة إليها كأدوات ضغط ستنخفض.”

ويضيف: “ستتجه هذه القوى إلى إعادة تموضع سياسي، لا إلى مواجهة مباشرة مع الدولة، في محاولة لتقديم نفسها كقوة محلية ذات مطالب خاصة بعيداً عن أي بعد خارجي. وبعبارة أخرى، هذه الجهات ستبحث عن مكان لها داخل الترتيبات الجديدة، لا خارجها. وهي في النهاية هي أوراق ضغط قابلة للطي حين يتغير المشهد الإقليمي.”

معادلة معقدة

ليس التصعيد الإسرائيلي مجرّد تحرك أمني ظرفي، ولا زيارة نتنياهو مجرد استعراض سياسي. وفي المقابل، لا تبدو زيارة الرئيس أحمد الشرع لواشنطن خطوة بروتوكولية، بل حلقة في سلسلة إعادة رسم مقاربة دولية للملف السوري.

وبين هذه الخطوط تتشكل معادلة جنوبية شديدة التعقيد، فإسرائيل تفرض الوقائع قبل التفاوض، ودمشق تستفيد من نافذة دبلوماسية أميركية جديدة، وواشنطن توازن ولا تحسم، بينما تنظر الفصائل المحلية إلى مستقبل قد يعيد تعريف أدوارها.

 

إعداد: جهاد عبد الله -ستيب نيوز

المقال التالي المقال السابق