أعلنت روسيا، على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو ترى في التحركات الأوروبية الراهنة مؤشرات واضحة على أن القارة تستعد لخوض حرب مع روسيا، في أحدث تصعيد لغوي يعكس عمق التوتر بين الجانبين على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وقال بيسكوف في تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء إن الدول الأوروبية "تعذب نفسها بزيادة ميزانياتها العسكرية"، معتبراً أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تدمير اقتصاداتها على المدى البعيد.
وأضاف أن موسكو كانت تدرك منذ البداية الخطر الذي قد تشكله استعدادات أوروبا العسكرية، ولذلك اتخذت "كافة التدابير الأمنية مسبقاً" لحماية مصالحها.
ورأى المتحدث باسم الكرملين أن تصاعد الإنفاق العسكري الأوروبي لن يؤدي سوى إلى إرهاق الاقتصادات الوطنية وتفاقم الأزمات الاجتماعية، مشدداً على أن الأجواء السائدة في القارة "باتت عسكرية بالكامل"، وواصفاً الوضع بأنه "أمر مؤسف".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين روسيا والدول الأوروبية، خاصة بعد سلسلة حوادث جوية وقعت خلال الأسابيع الماضية قرب الحدود الشرقية لأوروبا. فمنذ 10 سبتمبر الماضي، حلّقت طائرات روسية مسيّرة داخل المجال الجوي البولندي، ما دفع طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الإقلاع على وجه السرعة لاعتراضها وإسقاط بعضها، فيما اعتُبر أول مواجهة مباشرة بين الحلف وموسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.
ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، إذ دخلت طائرات حربية روسية المجال الجوي الإستوني بعد أيام فقط، لتتكرر بعدها حوادث مشابهة بالقرب من مطارات ومنشآت عسكرية وبنى تحتية حساسة في عدة دول أوروبية.
ورداً على ذلك، وافق وزراء الدفاع الأوروبيون قبل أيام على إنشاء "جدار للطائرات المسيّرة" يمتد على طول الحدود الشرقية للقارة، في مسعى لتعزيز قدرات الرصد والتتبع والاعتراض ضد أي طائرات غير مأهولة قد تخترق الأجواء الأوروبية.
ويأتي هذا التطور في وقت يحذر فيه محللون من تحول المواجهة بين روسيا وأوروبا من حرب بالوكالة في أوكرانيا إلى صراع مباشر محتمل، في ظل تسارع عمليات التسليح والتعبئة العسكرية على الجانبين، وتراجع فرص التهدئة الدبلوماسية.