دعوات لاستمرار القتال
في تصعيد جديد للغة الخطاب، صرح وزير المالية في حكومة البرهان، جبريل إبراهيم، أن الجيش السوداني "سيعمل على استعادة السيطرة على مدينة الفاشر، وكل المدن والقرى التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع". خلال زيارته لمخيم النازحين في الفاشر، أضاف إبراهيم أن الجيش السوداني "سوف يتحرك قريبا" نحو المدينة. كما أكد أنه "ليست هناك هدنة ولا تفاوض حاليا"، مشددًا على أنه "لا بد من رد الصاع صاعين وبعد ذلك يمكن الحديث عن الهدنة".
تتوافق هذه التصريحات مع ما قاله مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، الذي يمثل المعسكر الداعم لاستمرار الحرب. وقد رفض العطا مبادرة "الرباعية الدولية" لوقف إطلاق النار، والتي تتكون من الولايات المتحدة ومصر والإمارات والسعودية. وقد خاطب العطا الرباعية الدولية بطريقة وصفت بأنها "غير مسؤولة"، تجاه دول بذلت جهودًا كبيرة لمساعدة السودانيين. في مارس 2024، صرح الجنرال ياسر العطا أنه لن يكون هناك هدنة خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع المواقع المدنية. في العام 2024، تعهد قائد الجيش السوداني بمواصلة الحرب حتى يتم القضاء على قوات الدعم السريع أو استسلامها.
الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية
تعكس المصطلحات التي استخدمها إبراهيم والعطا الانقسامات الواضحة داخل صفوف الجيش السوداني، وتشير إلى وجود مراكز متعددة ومتناقضة داخل السلطة. يصر أحد الفصائل على الحرب، على الرغم من أن مجلس الأمن والدفاع، وهو أعلى هيئة سياسية وعسكرية في البلاد، قد رحب بالمبادرات المقدمة لوقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين. يثير هذا التشرذم في التوجهات السياسية مخاوف من إفشال أي مقترحات أو مقاربات دبلوماسية نحو إرساء هدنة إنسانية في السودان، والتي تقدمها الرباعية الدولية.
يُعرف العطا بأنه جنرال متشدد يدعو إلى "الحسم العسكري"، وهو ما يراه مراقبون محاولة لترسيخ نفوذه الميداني والسياسي في الجيش. بالتوازي مع ذلك، يقف معسكر تنظيم الإخوان متحالفًا مع الجيش، معارضًا محاولات وقف الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، حيث يضمن استمرار النزاع بقاء هذا التيار وسيطرته. وعليه، ترفض أجنحة العطا والإخوان ومن يوافقهم في التوجهات بشدة مبادرة الرباعية. يكشف هذا التفكك بين صناع القرار العسكري والسياسي عن صراع خفي داخل المؤسسة العسكرية، تغذيه جماعة الإخوان وقوى أخرى ترفض وقف الحرب.