تتجه الحرب الروسية–الأوكرانية إلى مرحلة جديدة من التصعيد، مع اقتراب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك شرق البلاد، في وقت أعلنت فيه كييف أنها تعمل على استئناف عمليات تبادل الأسرى مع موسكو، على أمل إطلاق سراح 1200 أوكراني محتجزين لدى القوات الروسية.
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات مصوّرة تُظهر قافلة روسية تخرج من ضباب كثيف وتتجه نحو بوكروفسك، تضم جنودًا على دراجات نارية وشاحنات قديمة وأخرى تحمل معدات غير مألوفة، في مشهد وصفته شبكة CNN بأنه “أشبه بنهاية العالم”.
وتمثل بوكروفسك هدفًا استراتيجيًا مهمًا؛ إذ إنها ستكون أكبر مدينة تستولي عليها روسيا منذ باخموت في مايو 2023، إذا ما تمكنت قوات موسكو من السيطرة عليها بالكامل.
كييف: نعمل على استئناف التبادل وإطلاق 1200 أسير
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده خصصت سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات من أجل استئناف تبادل الأسرى مع روسيا.
وفي رسالة عبر "تيليغرام"، أكد زيلينسكي:
"نأمل استئناف عمليات التبادل قريبًا… وهدفنا الآن هو إطلاق سراح 1200 أوكراني".
من جانبه، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي رستم أوميروف أنه أجرى محادثات في تركيا والإمارات بدعم من شركاء دوليين، مشيرًا إلى أن الجانبين اتفقا على العودة إلى اتفاقات إسطنبول المتعلقة بالتبادل.
وأوضح أوميروف أن مشاورات إضافية ستُعقد قريبًا لتحديد التفاصيل الإجرائية، قائلًا:
"نعمل بلا توقف كي يعود الأوكرانيون من الأسر قبل رأس السنة ويحتفلوا مع عائلاتهم".
ولم تُصدر موسكو أي تعليق رسمي حتى الآن على التصريحات الأوكرانية.
روسيا تعلن إسقاط 57 مسيّرة
وأفادت وكالة "تاس" الروسية نقلًا عن وزارة الدفاع بأن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 57 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال ليلة الأحد، في مؤشر على استمرار حرب الطائرات المسيّرة بين الجانبين بوتيرة عالية.
كييف تطالب بدفاعات جوية إضافية
جدّد زيلينسكي مطالبته بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي بعد هجوم روسي على كييف أسفر عن سبعة قتلى عقب سقوط صواريخ على مبانٍ سكنية الجمعة الماضية.
وقال الرئيس الأوكراني في منشور:
"نحتاج إلى دعم منقذ للأرواح… المزيد من الدفاعات الجوية وقدرات الحماية وعزم أكبر من شركائنا".
وتأتي هذه المطالب مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع المخاوف بشأن أمن الطاقة في ظل الضربات الروسية المتواصلة.
وفي جنوب البلاد، أعلنت السلطات مقتل أربعة أشخاص يوم السبت نتيجة ضربات روسية طالت عدة مناطق، في وقت تستمر فيه الهجمات المتبادلة دون أي أفق لحل دبلوماسي قريب.