أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن موسكو تسلّمت من الولايات المتحدة خطة من 28 بنداً تهدف – بحسب قوله – إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبراً أنها قد تشكّل أساساً لـ”حل سلمي نهائي” للنزاع.
ووفق بيان صادر عن الكرملين، تحدّث بوتين خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الروسي في موسكو عن خطة سلام قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن بنودها نوقشت قبل القمة التي جمعتهما في ولاية ألاسكا منتصف أغسطس/آب الماضي، وأن واشنطن طلبت خلال تلك المشاورات من روسيا “إبداء مرونة وتقديم بعض التنازلات”.
وأضاف بوتين أن بلاده أعلنت، خلال مفاوضات ألاسكا، قبولها بالمقترحات المبدئية واستعدادها لإظهار قدر من المرونة، رغم ما وصفه بـ”القضايا والصعوبات غير البسيطة” المرتبطة بالخطة.
وأشار إلى أن موسكو أطلعت عدداً من دول ما يُعرف بـ”الجنوب العالمي”، من بينها الصين والهند وكوريا الشمالية وجنوب إفريقيا والبرازيل، إضافة إلى دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، على تفاصيل المقترح، لافتاً إلى أن هذه الأطراف أبدت دعماً عاماً لأي اتفاق محتمل يمكن أن ينهي الحرب.
لكن بوتين اعتبر أن المسار تعرّض لـ”توقف” من الجانب الأمريكي بعد قمة ألاسكا، مرجّحاً أن يكون السبب هو رفض كييف للخطة، ومشيراً إلى أن النسخة الحالية المكونة من 28 بنداً قد تكون “محدَّثة” بعد الملاحظات الأوكرانية.
وأوضح أن روسيا حصلت على نص الخطة عبر قنوات التواصل القائمة مع الإدارة الأمريكية، مضيفاً: “نرى أن هذه الخطة يمكن أن تكون أساساً لحل سلمي نهائي، لكن لم يُجرِ أحد نقاشاً مفصلاً معنا حولها حتى الآن، بسبب عدم قدرة واشنطن على إقناع أوكرانيا بها”، وفق تعبيره.
واتهم الرئيس الروسي كييف برفض المقترح، معتبراً أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين “لا يزالون يراهنون على تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا في ساحة المعركة”.
ميدانياً، قال بوتين إن القوات الروسية سيطرت على مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركيف شرقي أوكرانيا، معتبراً أن السلطات الأوكرانية “لا تدرك حقيقة الوضع على الأرض”، ومحذراً من أن ما جرى في كوبيانسك قد يتكرر – بحسب قوله – في “مناطق محورية أخرى” على الجبهة، وإن “لم يكن بالسرعة التي ترغب بها موسكو”.
وشدّد بوتين في ختام تصريحاته على أن روسيا “منفتحة على حل سلمي” ومستعدة لـ”مفاوضات سلام” بشأن أوكرانيا، لكنه ربط ذلك بضرورة مناقشة الخطة الأمريكية بالتفصيل، قائلاً إن بلاده جاهزة للدخول في مثل هذا النقاش في حال توفرت الظروف السياسية لذلك