عاد اسم عماد مغنية، أحد أبرز قادة حزب الله، إلى واجهة الجدل بعد صدور كتاب جديد لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين بعنوان «بالتخفي تُشنّ الحروب». الكتاب، الذي أثار نقاشًا واسعًا داخل إسرائيل وخارجها، يكشف ما يقول كوهين إنها تفاصيل جديدة عن العملية التي مهّدت لاغتيال مغنية في دمشق عام 2008، متوقفًا عند شخصية لبنانية لعبت دورًا محوريًا في الاختراق الاستخباري.
وفق رواية كوهين، بدأت القصة حين تولّى بنفسه تجنيد شخصية لبنانية يطلق عليها اسمًا حركيًا هو «عبدالله». الرجل كان يمتلك علاقات متينة داخل الدوائر المرتبطة بحزب الله، ما جعله هدفًا ثمينًا للموساد، ظهر كوهين أمامه في البداية على أنه “تاجر أرجنتيني” يبحث عن شراكات استثمارية، وهو غطاء استخدمه لبناء الثقة مع المصدر وإقناعه بالدخول في علاقة تعاون أكبر.
وبحسب ما ينقله كوهين، تطوّرت اللقاءات سريعًا من جلسات عمل عابرة إلى قناة تضخّ معلومات حساسة، جعلت “عبدالله” واحدًا من أهم مصادر الموساد في لبنان، فقد نقل معلومات دقيقة عن تحركات عماد مغنية وروتينه الأمني والأماكن التي يتردّد عليها، وهي معلومات ساعدت الجهاز في رسم صورة واضحة لمسار الرجل الذي ظلّ لسنوات هدفًا فارغًا على خرائط الاستخبارات الإسرائيلية.
ويرى كوهين أن ما قدّمه المصدر اللبناني كان عاملًا أساسيًا في تنفيذ العملية التي جرت في دمشق عام 2008، حين قُتل مغنية في انفجار نُسب إلى تعاون أمريكي–إسرائيلي. ويعتبر كوهين أن تلك المرحلة شكّلت واحدة من أكثر عمليات الموساد تعقيدًا، وأن نجاحها لم يكن ممكنًا لولا الاختراق الذي وفّره «عبدالله».
يأتي نشر هذه الرواية في توقيت يشهد أزمة قيادة داخل إسرائيل وضغوطًا إقليمية متزايدة، ما دفع كثيرين إلى اعتبار الكتاب محاولة من كوهين لصياغة سردية شخصية قد تمهّد لمستقبله السياسي، لكنه في الوقت نفسه يكشف حجم الحرب السرية الممتدة بين الموساد من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى، ويعيد فتح ملف من أكثر ملفات الاغتيالات إثارة في الشرق الأوسط.