جددت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، أمس الأربعاء، دعوتها للأمم المتحدة إلى العمل على تنفيذ خارطة الطريق التمهيدية للسلام التي توافقت عليها الجماعة مع المملكة العربية السعودية أواخر عام 2023، في إطار الجهود الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو عقد.
لقاء مع المبعوث الأممي
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء أن نائب وزير الخارجية في حكومة الجماعة، عبد الواحد أبو راس، عقد اجتماعاً عبر الاتصال المرئي مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، مؤكداً أن "يد صنعاء ممدودة للسلام"، وأن الوقت مناسب لاستئناف العملية السياسية وتنفيذ خارطة الطريق بما تتضمنه من استحقاقات إنسانية.
كما أعرب أبو راس عن تقدير حكومته لجهود المبعوث الأممي ودعمه لمسار السلام.
موقف الأمم المتحدة
من جانبه، أطلع غروندبرغ المسؤول الحوثي على نتائج لقاءاته الأخيرة مع الأطراف اليمنية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكداً حرص الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على إنهاء المعاناة الإنسانية وتحقيق تسوية شاملة في اليمن.
رسائل سابقة وضغوط إنسانية
وتأتي هذه الدعوة بعد رسالة وجهها أبو راس في 13 نوفمبر الماضي إلى المبعوث الأممي، طالب فيها بتسريع تنفيذ خارطة الطريق التي تشمل تدابير إنسانية واقتصادية، مشدداً على ضرورة معالجة الملف الإنساني وعدم وجود مبرر لمزيد من التأخير.
دور الوساطة العُمانية
وفي أكتوبر الماضي، أفاد مصدر يمني بأن سلطنة عُمان أجرت اتصالات مع السعودية والحوثيين بطلب من الجماعة لإحياء الجهود المتعلقة بتنفيذ خارطة الطريق، خاصة بعد توقف الحرب في غزة التي أثرت على مسار التهدئة في اليمن.
دعوات أممية لاستثمار التهدئة الإقليمية
وكان غروندبرغ قد دعا منتصف أكتوبر الأطراف اليمنية إلى استغلال وقف إطلاق النار في غزة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتجديد الزخم نحو السلام في اليمن، مؤكداً ضرورة اتباع نهج منسق لخفض التصعيد.
مواقف الحوثيين تجاه السعودية
وفي 13 أكتوبر، دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، السعودية إلى الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى "إنهاء العدوان والحصار" وتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية التي تطالب بها الجماعة.
وسبق ذلك تصعيد في خطاب الحوثيين ضد الرياض، متهمين إياها بـ"تدمير اليمن وتجويع شعبه" ووقف رواتب الموظفين.
تعثر خارطة الطريق
وفي 7 ديسمبر الماضي، أعلن المبعوث الأممي تعثر المضي في خارطة الطريق بسبب تحول اليمن إلى جزء من التوتر الإقليمي نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
التزامات جديدة نحو السلام
وفي 23 ديسمبر 2023، كشف غروندبرغ عن التزام الأطراف اليمنية بتنفيذ تدابير تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشية عبر دفع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق المغلقة، وتبادل المحتجزين، تمهيداً لاستئناف عملية سياسية جامعة.
تهدئة هشة منذ 2022
ويشهد اليمن تهدئة غير رسمية منذ انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر 2022، دون التوصل لاتفاق جديد. وتسيطر جماعة "الحوثي" على معظم محافظات الشمال والوسط، بما فيها صنعاء، منذ سبتمبر 2014، فيما يقود التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية منذ مارس 2015 دعماً للحكومة اليمنية الشرعية.
