كشف تحقيق داخلي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن وزير الدفاع بيت هيغسيث عرض الجنود الأمريكيين والمهام العسكرية للخطر، نتيجة استخدامه تطبيق المراسلة المشفر "سيغنال" في مناقشة تفاصيل حساسة متعلقة بعمليات عسكرية.
وأفادت نتائج تحقيق مكتب المفتش العام للبنتاغون، التي اطّلعت عليها مصادر مطلعة، بأن هيغسيث انتهك سياسات الوزارة باستخدام جهازه الشخصي في أعمال رسمية، كما أن محادثاته عبر التطبيق شملت معلومات حساسة حول ضربات عسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن.
ورغم امتلاك هيغسيث الصلاحية القانونية لرفع السرية عن المعلومات، أشار التقرير إلى أن طريقة ونطاق مشاركة تلك التفاصيل عبر قناة اتصال غير رسمية قد خلقت مخاطر أمنية. وأوصى التقرير بتقديم تدريب أفضل لجميع كبار مسؤولي البنتاغون حول قواعد التعامل مع المعلومات السرية.
تفاصيل المحادثة المسربة
اندلعت القضية بعد تقرير لمجلة "أتلانتيك" في مارس الماضي، كشف عن تضمين رئيس تحريرها، جيفري غولدبرغ، دون قصد في محادثة عبر "سيغنال" ضمت هيغسيث ومستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك، مايك والتز.
ونقلت المحادثة، التي جرت في يناير، تفاصيل حية عن عملية عسكرية وشيكة. حيث كشف هيغسيث عن التوقيت الدقيق للضربات قبل ساعات من تنفيذها، ومعلومات عن الطائرات والصواريخ المشاركة. فيما قدم والتز تحديثات استخباراتية فورية حول تأثير الضربات بعد وقوعها.
رفض المقابلة ودفاع هيغسيث
وفقًا للمصادر، رفض وزير الدفاع إجراء مقابلة مع المفتش العام، واكتفى بتقديم إفادة مكتوبة. وأكد فيها أنه مخول برفع السرية عن المعلومات حسب تقديره المهني، وأنه شارك فقط التفاصيل التي اعتقد أنها لن تعرض المهمة أو الأرواح للخطر.
ضغوط متزايدة وتحقيقات منفصلة
تزيد هذه النتائج من الضغوط السياسية والقانونية على هيغسيث، الذي دعا نواب من الحزبين في الكونجرس إلى إجراء تحقيقات مستقلة بشأن سلوكه.
كما يواجه الوزير تحقيقًا منفصلًا يتعلق بتقرير إخباري أفاد بأنه أصدر أمرًا شفهيًا بـ "قتل الجميع" خلال ضربة متابعة في البحر الكاريبي في سبتمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل ناجين من ضربة سابقة. وقد دافع هيغسيث عن الحادثة باعتبارها وقعت في "ضباب الحرب"، قائلاً إن الأدميرال المسؤول "اتخذ القرار الصحيح".
يُتوقع أن تُنشر النسخة الرسمية الكاملة من تقرير المفتش العام قريبًا، وسط ترقب لتأثيرها على مستقبل وزير الدفاع الذي انتقل من كونه مذيعًا في "فوكس نيوز" إلى أحد أهم المناصب في الإدارة الأمريكية.