بعد عقود من الجمود، شهدت المنطقة تطورًا دبلوماسيًا لافتًا تمثل في عقد أول محادثات مباشرة بين لبنان وإسرائيل منذ عام 1993، بوساطة أمريكية.
وقد أُجريت هذه المباحثات في الناقورة، وشملت مناقشات حول مشاريع اقتصادية محتملة بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين. تهدف هذه الخطوة،
بحسب مسؤول أمريكي، إلى تخفيف التوترات القائمة ومنع تجدد الصراع في لبنان، مما يمثل مسعى دبلوماسيًا هامًا في منطقة تشهد توترات مستمرة.
ووسط هذه المحادثات، تباينت المواقف بين الجانبين، حيث نددت الحكومة اللبنانية بالضربات الإسرائيلية وطالبت بانسحاب إسرائيل من مواقع داخل الأراضي اللبنانية.
في المقابل، حذرت إسرائيل من احتمال استئناف الصراع إذا استمر "حزب الله" في التسلح. وقد اتفق الطرفان على عقد اجتماع آخر قبل نهاية العام الجاري، بهدف تقديم مقترحات اقتصادية تسهم في بناء الثقة المتبادلة.
ويظل الهدف الأساسي، حسب المسؤول الأمريكي، هو نزع سلاح "حزب الله"، وهو ما ستواصل الجيوش الثلاثة (إسرائيل ولبنان والأمم المتحدة) العمل عليه عبر آلية وقف إطلاق النار.
أكدت سفارة الولايات المتحدة في لبنان، أن الاجتماع كان الاجتماع الرابع عشر للجنة التقنية العسكرية (الميكانيزم) في الناقورة،
والذي يهدف إلى تقييم جهود التوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية. وقد شهد هذا الاجتماع انضمام شخصيات مدنية،
مثل السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور يوري رسنيك، مما يعكس التزام اللجنة بتسهيل المناقشات المدنية والعسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار.
وقد شدد وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، على أن تكليف شخصية مدنية ضمن اللجنة هو إجراء إداري وتنظيمي بحت، ولا يمس الموقف اللبناني الثابت من الاحتلال أو سيادة الدولة، مؤكدًا أن هذا التكليف يحظى بتوافق لبناني واسع.