قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إن علاقة بلاده بحركة حماس بدأت قبل 13 عامًا بطلب من الولايات المتحدة، مؤكدًا أن دور الدوحة في هذا الملف يأتي في إطار الوساطة وليس الاصطفاف مع أي طرف من أطراف النزاع.
وأوضح في تصريحاته أن قطر تعرّضت لانتقادات وهجمات بسبب استضافتها قيادة حماس، لكنه شدّد على أن هذا الدور كان معلومًا لدى العواصم الغربية، وجزءًا من الجهود الرامية إلى فتح قنوات تواصل غير مباشرة ساهمت لاحقًا في الوصول إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى.
وجدد رئيس الوزراء نفيه الاتهامات التي تتحدث عن تمويل قطري للحركة، قائلاً إن الدعم الذي قدّمته بلاده كان موجّهًا إلى السكان في غزة وليس إلى حماس، وإن ما يُطرح عن تمويل قطري مباشر للحركة "لا أساس له ومجرد اتهامات".
وأضاف أن السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون انخراط جميع الأطراف في أي مسار سياسي أو ترتيبات تهدئة، في إشارة إلى ضرورة التعامل مع أطراف الصراع جميعًا ضمن مقاربة واقعية إذا كان الهدف هو الوصول إلى اتفاقات قابلة للحياة.
وانتقد رئيس الوزراء استهداف الوسطاء، قائلاً إن تعرض الوسيط للقصف من أحد أطراف النزاع أمر غير أخلاقي وغير مفهوم، كاشفًا أن الضربة الإسرائيلية للدوحة وقعت بينما كانت بلاده تعمل على إقناع حماس باتفاق لوقف إطلاق النار، في إشارة إلى أن التصعيد جاء في لحظة كانت فيها الاتصالات في ذروتها.
كما تطرق إلى كواليس التعامل الأمريكي مع قطر في لحظات التوتر، مبينًا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كان واضحًا منذ اللحظة الأولى للهجوم على قطر، وطلب من أحد مستشاريه التواصل المباشر مع الدوحة، قبل أن يجري اتصالًا مع الجانب الإسرائيلي عبّر خلاله عن استيائه الشديد من توقيت وطبيعة الضربة.
وختم رئيس الوزراء القطري بالتأكيد على أن بلاده ستواصل القيام بدورها كوسيط، معتبرًا أن الوساطة – رغم كلفتها السياسية والأمنية – تبقى ضرورة لوقف الحروب وفتح الطريق أمام أي مسار سياسي في المنطقة.