ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه سوريا بات يشكّل نقطة خلاف غير معتادة مع واشنطن، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل لحل سريع للتوترات المستمرة بين البلدين منذ عقود.
وفي تقرير بعنوان "أمريكا لديها حليف جديد في سوريا وتريد من إسرائيل الانضمام إليه"، أوضحت الصحيفة أن المسؤولين في الولايات المتحدة أعربوا عن استيائهم من النهج الإسرائيلي حيال سوريا، معتبرة أن هذا الموقف أصبح أحد الملفات القليلة التي تشهد تباينا بين واشنطن وتل أبيب، رغم الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات المتعلقة بصفقة أمنية تُجري برعاية أمريكية بين سوريا وإسرائيل وصلت مؤخراً إلى جمود، في وقت يضغط فيه الرئيس ترامب باتجاه إبرام اتفاق مشابه مع دمشق.
وبحسب التقرير، فإن دوائر سياسية إسرائيلية تخشى أن يؤدي تصلّب الحكومة تجاه سوريا إلى الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة.
وفي سياق التطورات الميدانية، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية أواخر نوفمبر ضربات على منطقة بيت جن الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً من دمشق، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين.
وجاءت هذه الضربات عقب حادث شهد احتكاكاً بين قوة إسرائيلية كانت تنفّذ عملية توقيف ومجموعة من السكان المحليين الذين تجمعوا حول القوة العسكرية.
وبعد سقوط نظام الأسد، أحكمت إسرائيل سيطرتها على منطقة عازلة أمنية في هضبة الجولان جنوب سوريا، ونفذت عمليات جوية استهدفت ما وصفته بالقدرات القتالية المتبقية للجيش البائد التابع لنظام بشار الأسد، وبررت السلطات الإسرائيلية تلك الإجراءات بأنها تهدف إلى حماية المدن والمستوطنات الشمالية على الهضبة ومنع وصول أسلحة أو معدات عسكرية بكميات كبيرة إلى الحكومة الجديدة في دمشق.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاقية أمنية تجري منذ أشهر، إلا أن محطة بث إسرائيلية أشارت في نوفمبر إلى أن هذه المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، بعد رفض تل أبيب مطلب الرئيس الشرع بسحب القوات الإسرائيلية من جميع المواقع التي سيطرت عليها في جنوب سوريا عقب خروج الأسد.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن إسرائيل تدرس سحب قواتها من بعض المواقع فقط، مقابل اتفاق سلام شامل مع سوريا، وليس في إطار اتفاقية أمنية محدودة، إلا أن تحقيق مثل هذا الاتفاق الكامل لا يبدو مطروحاً في المرحلة الحالية.