احتجاز ناقلة نفط قبالة فنزويلا: تصعيد أمريكي في حرب العقوبات
كشفت مصادر رسمية وتقارير صحفية تفاصيل جديدة حول حادثة احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط بالقرب من سواحل فنزويلا يوم الأربعاء.
وقد أعلنت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي أن الولايات المتحدة نفذت أمرًا باحتجاز ناقلة نفط خام "تُستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران".
وأوضحت بوندي أن هذه الناقلة كانت تخضع لعقوبات أمريكية منذ سنوات لمشاركتها في شبكة غير قانونية لشحن النفط تدعم منظمات إرهابية أجنبية.
وتمت عملية الاحتجاز قبالة سواحل فنزويلا، وقد نشرت المدعية العامة باميلا بوندي مقطع فيديو يظهر تحليق مروحية وهبوط جنود على متن السفينة.
Today, the Federal Bureau of Investigation, Homeland Security Investigations, and the United States Coast Guard, with support from the Department of War, executed a seizure warrant for a crude oil tanker used to transport sanctioned oil from Venezuela and Iran. For multiple… pic.twitter.com/dNr0oAGl5x
— Attorney General Pamela Bondi (@AGPamBondi) December 10, 2025
وأفادت بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات الأمنية الداخلية وخفر السواحل الأمريكي، بدعم من وزارة الحرب، نفذوا أمر مصادرة الناقلة. وشددت على أن التحقيق مستمر بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي لمنع نقل النفط الخاضع للعقوبات.
"ذا سكيبر" وعلاقاتها بإيران وحزب الله: خلفية العقوبات
نقلت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية أن ناقلة النفط المحتجزة تحمل اسم "ذا سكيبر". وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على هذه السفينة في عام 2022 بسبب علاقاتها بإيران وحزب الله اللبناني.
ويعكس هذا الإجراء سعي الولايات المتحدة المستمر لتعطيل شبكات تهريب النفط التي تدعم كيانات خاضعة للعقوبات.
تصريحات ترامب وتأثير العملية على فنزويلا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من الأربعاء أن بلاده صادرت ناقلة نفط كبيرة قبالة سواحل فنزويلا. ووصف ترامب الناقلة بأنها "كبيرة جدا" و"الأكبر التي تتم مصادرتها"، مشيرًا إلى أنها صودرت "لأسباب وجيهة للغاية" وأن الولايات المتحدة ستحتفظ بالحمولة.
وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، حيث تكثف الحكومة الأمريكية إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية في محاولة لإسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
يُعد النفط الخام المورد الوحيد لفنزويلا التي تخضع لحظر، مما يدفعها إلى عرض إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أقل بكثير، خاصة للدول الآسيوية.
وقد تؤثر مصادرة الناقلة النفطية على هذه الصادرات، حيث قد يردع ذلك جهات عن شراء النفط الفنزويلي خشية مواجهة المصير نفسه. تنتج فنزويلا يوميًا 1.1 مليون برميل من النفط الخام، وتزود بها الصين بشكل أساسي، وفقًا للخبراء.
وفي الأسبوع الماضي، أشار الممثل التجاري للاتحاد الأوروبي في فنزويلا، خايمي لويس سوكاس، إلى تراجع بنسبة 75 بالمئة هذا العام في واردات الاتحاد الأوروبي من النفط الفنزويلي.