تحذير جديد من زلزال مدمر يهدد إسطنبول
تُشير التطورات الأخيرة إلى تزايد المخاطر الزلزالية في بحر مرمرة، مما يثير مخاوف جدية بشأن احتمال وقوع زلزال كبير قد يضرب مدينة إسطنبول.
وقد سلط تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على هذا الخطر الوشيك، محذرًا من أن "شيئًا مرعبًا يحدث في أعماق بحر مرمرة".
تراكم الضغط على صدع الأناضول الشمالي
يواجه خط الصدع الواقع تحت البحر، والذي يربط البحر الأسود ببحر إيجه، ضغطًا متزايدًا. يُعد صدع الأناضول الشمالي (NAF) منطقة زلزالية نشطة للغاية.

وقد أظهر هذا الصدع تسلسلاً من الزلازل التي تهاجر غربًا بقوة تزيد عن 7 درجات في دوراته الزلزالية الثلاث الأخيرة. تُشكل منطقة صدع مرمرة الرئيسي، وهي جزء من صدع الأناضول الشمالي، فجوة زلزالية كبيرة تبلغ حوالي 120 كيلومترًا، مما يزيد من خطر وقوع زلزال كبير.
نمط الزلازل المتجهة نحو الشرق
أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينس" إلى نمط مقلق يتمثل في تزايد شدة الزلازل في المنطقة خلال العشرين عامًا الماضية، مع تحركها بانتظام نحو الشرق. تُظهر هذه الزلازل القوية اتجاهًا نحو منطقة مغلقة يتراوح طولها بين 15 و 21 كيلومترًا،

والتي يسميها العلماء "صدع مرمرة الرئيسي" وتقع تحت سطح البحر جنوب غرب إسطنبول. تعتبر هذه المنطقة هادئة بشكل لافت للنظر منذ زلزال عام 1766 الذي بلغت قوته 7.1 درجة.
زلازل سابقة وتأثيرها على إسطنبول
في 23 أبريل 2025، ضرب زلزال بقوة 6.2 درجة بحر مرمرة، المعروف أيضًا باسم صدع مرمرة الرئيسي. وقد كان هذا الزلزال، الذي وقع قبالة سواحل سيليفري، ملحوظًا ليس فقط لتأثيراته المادية ولكن أيضًا لعواقبه الاجتماعية والإدارية.
أثار هذا الحدث، بالإضافة إلى ثمانية أنشطة زلزالية متتالية قبله وبعده، شعورًا بالتهديد في إسطنبول والمقاطعات المحيطة.
التوقعات والمخاطر المحتملة
إذا استمر نمط الزلازل واتجه التمزق نحو هذه المنطقة الهادئة، فقد يؤدي ذلك إلى زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر في إسطنبول التي يقطنها 16 مليون نسمة.
قد يكون الزلزال القادم أقوى من سابقيه وقد يقع مباشرة تحت إسطنبول. تُشير تحليلات سلوك التمزق للزلازل المعتدلة على صدع مرمرة الرئيسي إلى احتمالية حدوث حركة أرضية أكثر وضوحًا باتجاه إسطنبول، خاصةً مع اقتراب الصدع من نهاية دورته الزلزالية.
تحديات التنبؤ بالزلازل والتخفيف من آثارها
على الرغم من أن بعض العلماء يرون أن تسلسل الزلازل قد يكون مجرد مصادفة، فإن الإجماع العلمي يؤكد أن "زلزالًا مدمرًا قادمًا" بسبب تراكم الضغط الخطير على صدع شمال الأناضول.
ومع ذلك، فإن التنبؤ بالزلازل لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا. تؤكد عالمة الزلازل باتريشيا مارتينيز-غارزون أن الجهود يجب أن تركز على الكشف المبكر عن أي إشارات غير عادية والتخفيف من آثار الزلازل، ولكنها تشدد على أنه "لا يمكن التنبؤ بالزلازل".
دروس من زلازل سابقة
تعرضت تركيا لزلازل كارثية في الماضي. ففي فبراير 2023، ضرب زلزالان قويان (بقوة 7.8 درجة و 7.5 درجة) جنوب تركيا وسوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 ألف شخص.
وقد كشفت هذه الزلازل عن أوجه قصور حرجة في البنية التحتية، لا سيما في المناطق القريبة من منطقة صدع شرق الأناضول.
أهمية التقييم والتأهب
تُظهر هذه التطورات أهمية تقييم المخاطر الزلزالية بشكل مستمر ووضع استراتيجيات شاملة للتخفيف من آثارها. يجب ألا تقتصر استراتيجيات المرونة في مواجهة الكوارث على البنية التحتية المادية وحدها، بل يجب معالجتها بشكل شامل من خلال مجالات مثل مشاركة المجتمع، ودعم الصحة العقلية، والتواصل في الأزمات، والتثقيف حول الكوارث