كشفت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود، في الهجوم الذي وقع أمس قرب مدينة تدمر في البادية السورية، وفي أول تعليق رسمي من دمشق، قدّم المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا رواية مفصلة حول منفّذ الهجوم والظروف التي سبقته.
المنفّذ ليس قيادياً… والتحقيقات تبحث عن صلة بداعش
وقال البابا إن منفّذ الهجوم الذي استهدف قوات سورية وأميركية خلال جولة ميدانية مشتركة لا يشغل أي منصب قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يُعدّ مرافقاً للقيادة، خلافاً لما تم تداوله في بعض التقارير.
وأوضح أن التحقيقات تتركز حالياً على تحديد ما إذا كان المهاجم مرتبطاً تنظيمياً بداعش أو يحمل فقط أفكاراً متطرفة، مشيراً إلى أن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجّهت تحذيرات مسبقة لشركائها في التحالف الدولي بشأن احتمال وقوع خرق أمني من قبل التنظيم، “لكن التحذيرات لم تؤخذ بالاعتبار”.
وأضاف أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصّن تابع لقيادة الأمن الداخلي، بعد انتهاء الجولة المشتركة مباشرة.
تقييم سابق حذّر من “أفكار متطرفة” لدى المنفّذ
وكشف البابا أن أكثر من خمسة آلاف عنصر يعملون ضمن قيادة الأمن الداخلي في البادية، ويخضعون لتقييمات أسبوعية، وأشار إلى أن تقييماً صدر في 10 ديسمبر بحق منفّذ الهجوم، أظهر احتمال امتلاكه “أفكاراً تكفيرية”، وكان من المقرر اتخاذ إجراء بحقه يوم الأحد، “لكن الهجوم وقع السبت، وهو يوم عطلة إدارية”.
وأكد أن التحقيق يشمل فحص البيانات الرقمية للمهاجم، والتحقق من علاقاته ومعارفه، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات بروتوكولية جديدة تخص الأمن والحماية بالتنسيق مع التحالف الدولي.
روايات ميدانية: إطلاق النار بدأ داخل المقر
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكري أن إطلاق النار وقع بينما كان ضباط سوريون وأميركيون مجتمعين داخل مقر أمني في تدمر، وقال شاهد عيان إنه سمع “إطلاق نار كثيف” من داخل المبنى.
ووفق وول ستريت جورنال، فإن المسلح ظهر من نافذة داخل المقر وفتح النار أثناء اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول سوري.
واشنطن: سنلاحق المنفّذين… ولن نتسامح مع أي تهديد
وأدان المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك الهجوم، مؤكداً التزام واشنطن بالتعاون مع الحكومة السورية لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وقال باراك عبر منصة “إكس” :“سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر ومموّل ومتواطئ في هذا العمل الشنيع… وسيتم تحديد هوياتهم ومحاسبتهم بسرعة وحزم.”
وأضاف أن الولايات المتحدة ترحّب بـ التزام الرئيس السوري أحمد الشرع بتحديد هوية المنفّذين وملاحقتهم، مؤكداً أن الهجوم “تذكير صارخ بأن الإرهاب لا يزال تهديداً شرساً”.
وشدد على أن القوات الأميركية لن تتراجع حتى القضاء الكامل على داعش، وأن أي استهداف للأميركيين “سيُقابل بعقاب سريع وحاسم”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعّد أيضاً بالرد على تنظيم داعش بعد الهجوم.
تدمر… من سيطرة داعش إلى عودة الهجمات المتفرقة
وكان تنظيم داعش قد سيطر على مدينة تدمر عامي 2015 و2016، ودمّر معالم أثرية بارزة، قبل أن يخسر المنطقة إثر عمليات واسعة للتحالف الدولي، ورغم انهيار سيطرته بحلول 2019، ما تزال خلايا التنظيم تنشط في البادية وتشن هجمات متفرقة.
وانضمت دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد داعش الشهر الماضي خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن.
وتنتشر القوات الأميركية في سوريا خصوصاً في مناطق شمال شرق البلاد وقاعدة التنف قرب الحدود الأردنية، حيث تقول واشنطن إن وجودها يتركز على مكافحة التنظيم.
