دانت حكومة جمهورية السودان، اليوم السبت، بأشد العبارات الهجوم الجوي الذي نفذته قوات الدعم السريع على مقر الأمم المتحدة بمدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان باستخدام طائرة مسيرة.
السودان يدين
واعتبرت الحكومة السودانية أن هذا الاعتداء يشكل خرقا جسيما للقانون الدولي الإنساني وانتهاكا صارخا للحماية المقررة للمنشآت الأممية.
وأشار بيان الحكومة إلى أن استهداف منشأة أممية محمية يعد "تصعيدا خطيرا وسلوكا إجراميا يرقى إلى عمل إرهابي منظم ويهدد مباشرة عمل البعثات الإنسانية والدولية".
كما وحملت الحكومة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حازمة وإجراءات رادعة لحماية المنشآت الأممية ومحاسبة الجناة وفق القانون الدولي.
وأوضحت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن الهجوم أسفر عن "استشهاد ستة أفراد وإصابة سبعة آخرين من كتيبة بنغلاديش العاملة ضمن بعثة الأمم المتحدة في المدينة"، إضافة إلى حرق مخزن تابع للبعثة.
هذا واعتبرت القوات المسلحة هذا العمل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وللقرارات الأممية التي تحمي قوات حفظ السلام والمنشآت الدولية، مؤكدة التزامها التام بحماية حرمة مقار الأمم المتحدة والمنشآت الدولية.
وأكدت الحكومة والقوات المسلحة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه هذه الانتهاكات، مشددة على أن الحماية الدولية للبعثات الأممية لا يمكن التهاون بها.
على صعيد آخر، نفت قوات الدعم السريع في السودان، في بيان مساء السبت، بشكل قاطع ما تداولته بعض التقارير الإعلامية من مزاعم حول ارتكابها انتهاكات بحق المدنيين في إقليم دارفور.
ودحضت في البيان أيضا الادعاءات الباطلة عن عمليات احتجاز جماعي أو ابتزاز مالي للمدنيين عبر المطالبة بفِدى من ذويهم.
وأكدت أن ما استند إليه تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وفقا لما وصفته بـ"شهادات مروّعة من ناجين في ظروف صعبة، لا يعدو كونه روايات مختلقة ومتكررة، يتم ترويجها بدوافع سياسية معروفة في محاولات يائسة للنيل من سمعة القوات".
وجددت القوات التزامها الكامل بحماية المدنيين والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، باعتبارهم أصحاب القضية التي يناضلون من أجلها، في سبيل إنصاف شعوب الهامش ورفع الظلم المجتمعي، والعمل على إنهاء هيمنة نظام جماعة الإخوان على المؤسسة العسكرية ومقاليد الحكم في السودان.
ودعت "الدعم السريع" وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تحري الدقة والمهنية والاعتماد على مصادر موثوقة خاصة في ظل التعقيدات السياسية الراهنة، ومحاولات بورتسودان اتباع نهج التضليل واختلاق الروايات الكاذبة، بما في ذلك استغلال البسطاء وشراء الذمم لخدمة أجندات سياسية ضيقة.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد زعمت نقلا عن شهادات لبعض الناجين، أن عناصر "قوات الدعم السريع قاموا باعتقال جماعي للمدنيين في مدينة الفاشر بالسودان مع تعريضهم للتعذيب وابتزاز عائلاتهم للحصول على المال".
