قال الرئيس الروحي للموحدين الدروز حكمت الهجري، اليوم الخميس، في بيان: "مع اقتراب نهاية هذا العام الصعب علينا جميعا. نتوجه إليكم من موقعنا في الرئاسة الروحية بهذا الحديث الأهلي الذي اعتدناه وعسى أن يكون الغد أفضل وفق طلباتكم المحقة ومساعيكم الحثيثة بحرصكم وصبركم لنصل إلى بر الأمان في أقرب وقت".
وأضاف: "منذ عام مضى هرب الطاغية وفق ترتيبات دولية وسقط نظامه الهش دون أي أثر، وحل محله نظام فصائل مسيسة مع عصابات تكفيرية ممزوجة بالدواعش والأجانب، وطوال تلك الفترة الانتقالية لم نشعر بأي فارق بين ما كان من ويلات نظام الطاغية وويلات ومجازر نظام العصابات الجديدة سوى بالأسماء والأشكال".
وتابع: "وكلما طلبنا حقوق السوريين زاد الحقد الدفين علينا وراحوا يختلقون المبررات لغزونا وإبادتنا، حتى اخترقَنَا حقدهم لتحل علينا فجائع تموز الأسود فارتكبوا المجازر والويلات بأهلنا المدنيين الأبرياء وأحرقوا بيوتنا وسرقوا أرزاقنا، وانتهكوا الأعراض والأعراف وتم حجبنا عن العودة إلى قرانا لدواع أمنية ومشيئة دولية".
وأردف: "وسنبقى مثابرين لاسترجاع بيوتنا التي استشهد فيها كثيرون ولم نستطع الوصول لدفن أجسادهم الطاهرة التي تفسخت في العراء، مما زاد الجريمة بشاعة لم يكن لها مثيل عبر تاريخ البشرية".
وأكمل: "لذلك، فقد هب رجالنا دفاعا عن الأرض والعرض والوجود، فقهرنا حملة الإبادة وأعلننا طلب استقلالنا لنحفظ كرامتنا وسلمنا، بتطبيق حق تقرير المصير وفق القوانين الدولية، ولن نتراجع ما دامت إرادتنا ثابتة موحدة وفق مشيئة الأهل. فدماؤنا ودماء أهلنا وأجدادنا مجبولة بتراب باشان، ومتجذرة في صخره الأزرق القوي".
وواصل كلامه: "وعلى الجميع توحيد التوجه وتبادل الثقة والإيمان بمن يحمل مسؤولية القيادةفلا يزال جرحنا العميق مفتوحا ولا تزال حرائرنا وأبناؤنا تحت سطوة الخطف والتغييب، ولا يزال القصف يطال بيوت أهلنا كل ليلة. ولا نزال تحت الحصار من كل الجهات وبكل المجالات".
واستطرد: "لذلك ندعوكم للوقوف بعيدا عن المهاترات، وأن تشدوا أزر بعضكم، وتبتعدوا عن الانتقام والكيد والتلفيق والتخوين في غير محله. فلا يزاود علينا أحد لا بتمثيل غير مكلف به ولا بآراء ولا بأية مواقف مختلفة عن توجهات أهل باشان".
الهجري مضى في القول: "وليتوقف من هم من خارجنا عن معاداتنا بكل الطرق الملتوية بخلاف ما يتوجب عليهم. ونحن أدرى بحالنا".
وأضاف: "أيها الأهل والأحبّة إنّ الرئاسة الروحية، تستنكر كل الأفعال الخارجة عن القانون وتدعو لمحاسبة الخونة والإرهابيين، ونضيف بأنّ كلّ من يقدم على سرقة أهله ولقمة عيشهم وإعاناتهم ومن يتاجرون بقوت الناس ووسائط عيشهم، ويتبادلون الرشاوى وكل من يسرق أرزاق إخوته ويعتدي على الأملاك العامة والخاصة بلا وجه حق، ومن يقف في وجه تطبيق العدالة، ويستغلون وضع البلد بالبلطجة والإرهاب واكتساح الحقوق ومن ينشرون أفكاراً كاذبة لزرع الفتنة لا يفرقون عن الإرهابيين في شيء ويستحقون العقاب ولا يظن أحد أنه سيهرب بأفعاله المشينة مهما كانت".
كما تابع: "فأهلنا وان تغاضوا اليوم فلن ينسوا من سرقهم ومن قتلهم ومن يحاول النيل من صمودهم ومن يحاول انتهاك كرامتهم. ونؤكد أن لا أحد مخول بالمحاسبة والعقاب لوحده فهناك جهات مختصة لذلك والفاعل بما فعل ومن خاننا ليس منا".
وأردف: "ويؤسفنا أن يكون بيننا نفوس ضعيفة فما شهدناه مؤخرا من تخاذل ومحاولة لكسر أهلهم، فلم يكونوا جديرين بالانتماء لباشان وأهله. وتم تقديمهم للقضاء أصولا ونؤكد أننا لن نسامح مجرما بدماء أهلنا كائنا من كان، ولن نرحم أحدا من مجموعات الظلام والإرهاب والخيانة وسنبقى في مواقع الدفاع والويل لمن اعتدى".
وقال الهجري: "أيها الأحبة نستنكر استمرار التحريض الطائفي والإصرار على إبادة الأقليات ومتابعة نهج الإرهاب رغم الإرادة الشعبية والدولية، ونستنكر ما حصل من اعتداءات ومجازر طائفية على إخوتنا العلويين والمسيحيين في حمص والساحل والاعتداءات المستمرة على مناطق قسد، فاستمرار هذا النهج لا يجلب سوى الويل والدمار للمنطقة، ونطالب الجهات الدولية بالتدخل ووقف كل هذه الانتهاكات والاعتداءات".
وواصل كلامه: "ونؤكد على دعمنا الكامل لحقوق إخوتنا الأكراد وندعم ونبارك لإخوتنا في الساحل السوري يقظتهم ورفضهم للظلم في مناطقهم".
