يواجه الجيش اللبناني سباقاً مع الزمن لتنفيذ مطلب أمريكي يقضي بتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، في إطار ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، وهي مهمة بالغة الحساسية سياسياً وأمنياً. ويأتي ذلك وسط انتقادات أميركية تتهم الجيش بالتباطؤ في تنفيذ التزاماته.
وصول صحفي نادر إلى مواقع مصادرة
في خطوة غير مسبوقة، أُتيح لفريق صحفي من شبكة بي بي إس نيوز دخول منشآت عسكرية تابعة لحزب الله صادرتها القوات المسلحة اللبنانية مؤخراً جنوب نهر الليطاني، في مناطق ظلت لعقود خارج سيطرة الدولة. ويصف التقرير هذا التحرك بأنه تحول تاريخي، إذ بدأت الدولة اللبنانية لأول مرة منذ عقود بفرض سيادتها المباشرة على هذه المناطق.
منشآت مخفية في تضاريس وعرة
عند أطراف بلدة ياطر، اضطر الفريق الصحفي إلى مواصلة التقدم سيراً على الأقدام عبر وديان عميقة، حيث اكتشفت وحدات الهندسة في الجيش منصات إطلاق صواريخ مخفية بعناية. وأوضح النقيب كريستيان أبو شيايا أن مؤشرات بسيطة مثل أسلاك الهاتف ومضخات المياه كانت كفيلة بكشف هذه المواقع.
منصات صواريخ داخل كهوف
عُثر داخل كهف محفور في سفح جبل على منصة إطلاق صواريخ بعيار 240 ملم، وهي من أبرز أسلحة حزب الله. ورغم تضرر المنصة بغارة إسرائيلية عطلت آلية الإطلاق، فإن الصواريخ بقيت نشطة، ما جعل الموقع شديد الخطورة. ويكشف التقرير أن عناصر الحزب كانوا يستخدمون مولداً كهربائياً لسحب المنصة عبر قضبان معدنية وإدخال إحداثيات الأهداف قبل الإطلاق اليدوي.
عمليات تفكيك محفوفة بالمخاطر
يشير أبو شيايا إلى أن وحدات الهندسة تواجه تحديات كبيرة، من التضاريس الوعرة والطقس القاسي إلى انتشار الألغام والذخائر العنقودية، مؤكداً استمرار العمل لتأمين كل موقع يتم اكتشافه. ووفق بيانات الجيش، جرى تمشيط نحو 124 ألف فدان ومصادرة أكثر من 230 ألف قطعة سلاح داخل 460 منشأة تابعة لحزب الله.
تقدم في المهمة ونفي الاتهامات الإسرائيلية
قال العميد جهاد الخازن، نائب قائد القطاع، إن العمليات بدأت في الخامس من سبتمبر/أيلول، وقد أُنجز ما بين 90 و95% من المرحلة الأولى حتى الآن، نافياً الاتهامات الإسرائيلية بأن حزب الله يعيد بناء بنيته العسكرية جنوب الليطاني.
تدمير الأسلحة بدل تخزينها
وفي محاولة للرد على الانتقادات الأميركية، عرض الجيش عمليات ميدانية إضافية، بينها تفجير منصات صاروخية باستخدام ألغام مضادة للدبابات من طراز TM-57. وأوضح أبو شيايا أن قرار التدمير يعتمد على الحالة الفنية للأسلحة ومدى توافقها مع منظومات الجيش، مشيراً إلى أن معظم الأسلحة المصادرة ذات مصدر شرقي ولا تتلاءم مع الأنظمة الغربية المعتمدة.