كشفت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، أن روسيا تعمل خلف الكواليس، وبموافقة أمريكية، على التوسط بين إسرائيل وسوريا، في إطار اتصالات تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني بين الطرفين.
فيما أشارت الهيئة في خبر منفصل اليوم الخميس، إلى تحذير السعودية تل أبيب، من أن التدخل في سوريا يبعد عملية التطبيع. وذكرت هيئة البث أنه حتى الآن، كانت أذربيجان هي التي قادت الاجتماعات والاتصالات بين إسرائيل وسورية، بما في ذلك زيارات مسؤولين رفيعي المستوى إلى باكو.
ونقلت هيئة البث عن مصدر أمني إسرائيلي مطلع أن موسكو ودمشق تعملان على إعادة توثيق علاقاتهما، وقد تجلى ذلك أخيرا مع إعادة روسيا نشر قوات ومعدات عسكرية في منطقة اللاذقية، بعد أن كانت قد قلصت وجودها عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قبل أن تعود أخيرا إلى العمل بوتيرة عالية داخل الأراضي السورية.
وبحسب المصدر، تسعى موسكو إلى إعادة انتشار قوات الجيش السوري في جنوب سورية، قرب الحدود مع إسرائيل، على غرار الوضع الذي كان سائدا قبل انهيار النظام السابق. وفي المقابل، تفضل إسرائيل السماح بوجود روسي في هذه المنطقة، على حساب محاولات تركية محتملة لتعزيز نفوذها في الجنوب السوري. وأكد مصدر أمني إسرائيلي آخر، مطلع على تفاصيل الاتصالات، أن فجوات لا تزال قائمة بين الجانبين، رغم الوساطة الروسية، إلا أنه أشار إلى تسجيل تقدم محدود خلال الأسابيع الأخيرة.
كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأربعاء، بأن الملف السوري سيكون من بين القضايا المطروحة خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، المقرر عقده في نهاية الشهر الجاري، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ"انفتاح" البيت الأبيض على الرئيس السوري أحمد الشرع.
وذكرت الصحيفة أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا بشأن اتفاق أمني توقفت في الأسابيع الماضية، في وقت بات فيه نتنياهو مطالبا بتعيين ممثل إسرائيلي جديد لقيادة الاتصالات مع دمشق، خلفا للوزير المستقيل رون ديرمر. وبحسب يديعوت أحرونوت، تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطا لاستئناف المباحثات في أقرب وقت، وقد يتم حسم هذا الملف خلال اللقاء المرتقب في منتجع مارآلاغو، حيث بات واضحا أن ترامب سيضغط على نتنياهو لمنح الرئيس السوري "فرصة إضافية".