في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن، حيث تتصاعد الدعوات لتوحيد الصفوف وتكثيف الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي واستعادة الدولة، يطفو إلى السطح مجدداً ملف الدور الذي يلعبه تنظيم الإخوان في تعطيل مسار المعركة وإرباك المشهد السياسي والعسكري.
هذا الدور، وفق خبراء لا يمكن فصله عن مسار الحرب منذ سقوط صنعاء، ولا عن شبكة التحالفات الأيديولوجية التي أسهمت في إطالة أمد الصراع وتعقيد فرص الخروج منه.
ويصف مراقبون تنظيم الإخوان بوصفه "عدواً مباشراً للدولة اليمنية"، معتبرين أنه شريك موضوعي لميليشيا الحوثي، في إطار تحالف سابق مع نظام الملالي في طهران يعود إلى ما قبل انطلاق عملية "عاصفة الحزم" عام 2013.
وقال خبراء إن التنظيم الدولي للإخوان لا يتموضع ضمن هيكل الشرعية، بل يعمل وفق منطق "السفاح السياسي" عبر تفرعات ونتوءات تسعى لاقتناص فرص مرحلية تمنح تحركاته غطاءً شكلياً من الشرعية.
و أثبتت التطورات أن تلك التفرعات المرتبطة بالتنظيم الدولي ليست سوى نتوءات عابرة، كشفتها الأحداث، وأظهرت اصطفافها ضمن مسارات خارجية متناقضة مع مصلحة الدولة اليمنية.
وأن هذه الكيانات لم تعد قادرة على التخفي خلف شعارات وطنية، بعد أن تبيّن سلوكها السياسي والإعلامي المتآمر.