بعد خروج قوات المعارضة السورية من الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016، باتت المدينة بمعظمها خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، باستثناء بعض الأحياء الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية وقسم من حي جمعية الزهراء، الذي بقي تحت سيطرة قوات المعارضة.
ومع مطلع عام 2020 الفائت، تمكنت قوات النظام السوري بدعمٍ ثنائي روسي إيراني من السيطرة على حي جمعية الزهراء بالكامل لتصبح مدينة حلب بأكملها تحت سيطرة قوات النظام باستثناء الأحياء الكُردية منها.
[caption id="attachment_346997" align="alignnone" width="2405"]

معلومات شاملة عن التواجد العسكري للميليشيات المتعددة بـ مدينة حلب وريفها[/caption]
¶ تنقسم مدينة حلب إلى قسمين:
1- القسم الغربي منها؛ يضمُّ الأحياء ذات الطراز المعماري الحديث والأسواق التجارية والمطاعم وغيرها، وهو خاضع لسيطرة قوات النظام السوري مع تواجد للقوات الروسية في أجزاء رئيسية من المنطقة.
من أبرز أحيائها، حي الفرقان الذي يخضع لسيطرة قوات النظام السوري، وما يميزه عن غيره وجود نادي الضباط في وسطه، والذي بات ثكنة عسكرية رئيسية لعناصر الشرطة العسكرية الروسية وسط حماية من عناصر النظام، ويجتمع داخله مسؤولي القوات الروسية مع مسؤولي النظام والميليشيات الإيرانيّة بشكلٍّ دوري.
ومن الأحياء الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في هذا القسم، أحياء الأكرمية والأعظمية والحمدانية وجمعية الزهراء والمارتيني والموكامبو والجميلية والعزيزية.
2- القسم الشرقي؛ وهو الطرف الأكثر تعقيداً، حيث خضع عدّة سنوات لسيطرة قوات المعارضة السورية بالكامل قبل خروجها من تلك الأحياء نهاية العام 2016، وبعد ذلك توزعت السيطرة بين عدد من الميليشيات المحلية والأجنبية، أغلبها تابعة لإيران وسط غيابٍ شبه تام لقوات النظام السوري عن تلك الأحياء.
¶ توزع السيطرة العسكرية على مدينة حلب
∆ الميليشيات الروسية:
وهي عبارة عن لواء القدس الفلسطيني، والذي تأسس عام 2013 على يد المهندس الفلسطيني، محمد السعيد، وارتبط بدايةً بعناصر المخابرات الجويّة السوريّة ومن ثم تلقى دعمه من الميليشيات الإيرانيّة، قبل أن يتحول دعمه مع عام 2020 الماضي نحو روسيا.
معظم عناصر لواء القدس الفلسطيني من اللاجئين الفلسطينيين وغالبيتهم من منطقة مخيم باب النيرب الواقع شرق حلب، حيث يسيطر اللواء على المنطقة بشكلٍّ شبه كامل، بالإضافة لسيطرته على منطقة حندرات الواقعة شمال حلب وله هناك معسكر تدريبي، علماً أن المنطقتين يقطن بهما لاجئون فلسطينيون, وتغيب عنهما سلطة النظام السوري بشكلٍّ تام.
ويتراوح عدد عناصر اللواء بين 700 إلى 1000 عنصر، ويتواجدون على خطوط الجبهات في مناطق ريف حلب الغربي بمواجهة نقاط المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.
∆ ميليشيا الدفاع الوطني
هي عبارة عن ميليشيا رديفة لقوات النظام السوري، تمّ تأسيسها من قبل النظام، معظمهم من المجرمين من أبناء المدينة والمطلوبين للقضاء، تمّ تكليفهم مع بداية الثورة السورية بقمع المظاهرات السلمية مقابل العفو عنهم، وعرفوا بين السكان باسم "الشبيحة" ومن ثمّ قوات الدفاع الوطني ومؤخراً قوات "عرين الأسد"، ومعظمهم من شبيحة آل بري والعساسنة وحميدة وآل ميدو.
يتركز معظم هؤلاء العناصر في أحياء حلب الشرقية، حيث يخضع قسم صغير من منطقة باب النيرب لسيطرة شبيحة آل بري، كما تتواجد شبيحة العساسنة شرق مطار حلب الدولي، فيما تتواجد شبيحة آل ميدو في منطقة الشيخ سعيد.
تمتلك الميليشيا عدّة مقرات عسكرية شرق مطار حلب وبمنطقة الشيخ سعيد وقسم من باب النيرب، فضلاً عن تواجد بعضهم على جبهات ريف حلب الغربي.
∆ القوات الكردية
تتمركز نقاط وحدات حماية الشعب الكردية في حواجز على أطراف أحياء الهلك والشيخ مقصود وبستان الباشا وبني زيد داخل مدينة حلب.
استغلت هذه الوحدات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اندلاع الحراك الشعبي في حلب والتحول نحو القتال المسلح لتسيطر على عدد من الأحياء ذات الغالبية الكردية، وتجعل منها منطقة مستقلة يحظر على عناصر النظام دخولها.
وتذرعت الوحدات الكردية بحماية أبناء قوميتها من الخطف والقتل، علماً أنها شاركت قوات النظام بمعركتها ضد قوات المعارضة وساعدتها في حصار الأحياء الشرقية والسيطرة عليها مقابل الإبقاء على حكم ذاتي لها في تلك الأحياء.
وتسمح قوات النظام السوري بدخول المواد الغذائية وغيرها لداخل تلك الأحياء كما تسمح بمرور أرتال الوحدات الكردية من وإلى داخلها دون أي اعتراض.
∆ الميليشيات الإيرانيّة
تسيطر الميليشيات الإيرانيّة على معظم أحياء حلب الشرقية، وتتواجد بأسماء مختلفة ولها مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر، ومن أبرز تلك الميليشيات:
- ميليشيا الحرس الثوري الإيراني:
تُعتبر القوة الأبرز في مدينة حلب ومحيطها ولها الامتياز الأكبر، ويبتعد عناصر الحرس الثوري عن التجمعات المدنية قدر الإمكان.
يتركز انتشار الحرس الثوري بشكلٍّ رئيسي في مطار النيرب العسكري والأكاديمية العسكرية، فضلاً عن منطقة السفيرة الواقعة جنوب حلب ومنطقة جبل عزان، ويتركز كذلك في عدد من ثكنات النظام
stepvideograph.net/2020/02/19/%D9%81%D8%B1%D8%AD%D8%A9-%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AA%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D9%82%D9%85%D9%8A/">السوري.