أولاً، بعض الأساسيات حول الحساسية
الحساسـية هي رد فعل من جهاز المناعة تجاه مادة غريبة، تُعرف أيضاً باسم مسببات الحـساسية، ويقوم الجهاز المناعي بإطلاق الأجسام المضادة لحماية الجسم من هذه المواد المسببة للحساسية. ويمكن أن يحدث رد فعل تحسسي بسبب الغذاء أو العوامل البيئية، وفقاً للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، فإن الحسـاسية هي السبب الرئيسي السادس للأمراض المزمنة في الولايات المتحدة. وقد تشمل أعراض الحساسية الشائعة ما يلي: "حكة في العين، العطس والشم والسعال، خلايا النحل التي تشكل طفح جلدي بارز، تنفس ثقيل من خلال الفم، أزيز وضيق في التنفس، الصداع، سعال". - قد تشمل الأعراض الشديدة أيضاً: "آلام الأذن والتهابات الأذن، نزيف الأنف، مشاكل الجهاز الهضمي". وعلى الرغم من شيوع الحسـاسية، إلا أنه قد يكون من الصعب تشخيصها لأن الأعراض قد تشبه المشكلات الطبية الأخرى، ولا يوجد علاج محدد للحساسية، لكن العلاج يمكن أن يقلل الأعراض. أدوية الحسـاسية - تسمى مضادات الهيستامين - مصممة لتحسين الأعراض، ولكن الآثار الجانبية تشمل النعاس الذي يمكن أن يتداخل مع الأنشطة اليومية وأنماط النوم. - التأثير على الصحة النفسية يعتقد بعض الباحثين أن المواد الالتهابية التي تسبب الحسـاسية في الجسم قد تؤثر أيضاً على الدماغ، حيث تلعب دوراً في تطور الاكتئاب والقلق . وبالمثل، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالة صحية عقلية، قد تؤدي أعراض رد الفعل التحسسي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، هرمون التوتر. ووجدت دراسة أجريت عام 2019 من كلية ساكلر للطب في جامعة تل أبيب، إسرائيل، وكلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، المملكة المتحدة، من بين آخرين، أن الأكزيما التأتبية المعالجة مرتبطة بزيادة بنسبة 14٪ في خطر الإصابة، والاكتئاب و 17٪ في خطر التشخيص اللاحق للقلق. وخلص مؤلفوها إلى أن "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية اتباع نهج بيولوجي نفسي اجتماعي شامل للحد من الاضطرابات النفسية الشائعة لدى المصابين بالأكزيما التأتبية ويمكن أن توجه توصيات لإدارة الإكزيما التأتبية". وتتضمن أعراض الحســاسية رد فعل خارجياً ملحوظاً من الجسم، وبالتالي، فإن ما يصل إلى 53٪ من البالغين الذين يعانون من الحــساسية يتجنبون التفاعلات الاجتماعية، والتي يمكن أن تؤدي إلى العزلة وتدني جودة الحياة، وفقاً لبيانات مسح حديثة أجرتها مؤسسة Allergy UK. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تتداخل الأعراض مع دورات النوم المنتظمة مما يساهم في الإرهاق الجسدي وتفاقم حالات الصحة العقلية. ووفقاً للاستطلاع نفسه الذي أجرته مؤسسة Allergy UK، شعر 52٪ من الأشخاص الذين يعانون من الحسـاسية بالحاجة إلى التقليل من الأعراض بسبب الخوف من الحكم من جانب العائلة أو الأصدقاء أو صاحب العمل مما يؤدي إلى الشعور بالخوف والعزلة والاكتئاب. ويعاني آباء الأطفال الذين يعانون من الحسـاسية أيضاً من ضغوط نفسية، حيث أشار 54٪ منهم إلى شعورهم بالقلق من إصابة أطفالهم برد فعل تحسسي محتمل أثناء تناول الطعام خارج المنزل. وبالنسبة للأطفال، يمكن أن تتداخل أعراض الحسـاسية الشديدة مع الأنشطة الخارجية، بينما يمكن أن تتداخل الحـساسية تجاه الطعام والإجهاد حول الزملاء في المدرسة والحد من اللقاءات الاجتماعية.