أفاد موقع "ميدل إيست آي" الإخباري اليوم الاثنين، بأن الولايات المتحدة عرضت تولي إدارة الممر المُخطط له بين أرمينيا وأذربيجان لدفع المفاوضات الدبلوماسية المتعثرة بين البلدين.
ـ الممر الذي سيغير النظام العالمي
كشف السفير الأمريكي لدى تركيا، توماس باراك، عن هذا العرض خلال مؤتمر صحافي في نيويورك يوم الجمعة، وتعثرت خطوات التوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان، رغم اتفاق البلدين على مسودة معاهدة سلام في مارس/آذار.
ولا تزال أذربيجان تصر على شروط إضافية، منها مطالبة أرمينيا بتعديل دستورها وحذف أي إشارة إلى الأراضي الأذربيجانية.
والقضية الرئيسية التي تُسبب هذا الجمود هي ممر زانجيزور، وهو طريق بري يُفترض أن يربط أذربيجان الرئيسية بإقليمها المستقل، نخجوان، عبر الأراضي الأرمينية.
وترفض أرمينيا حتى استخدام مصطلح "ممر زانجيزور" بحجة أنه يُشير إلى مطالبة بأراضٍ أرمينية ذات سيادة، تُعرف باسم منطقة سيونيك.
فيما تُطالب أذربيجان بألا يكون الممر تحت السيطرة الأرمينية الكاملة، خشية ألا تضمن أرمينيا حرية الوصول إلى أذربيجان، ومن ناحية أخرى، تُعارض أرمينيا بشدة نقل السيطرة على الطريق إلى أي طرف ثالث.
وأصبح الممرّ، الذي يبلغ طوله 32 كيلومترا، عقبةً كأداءً أمام تحقيق سلام دائم، وأوضح باراك: "إنهم يتجادلون حول 32 كيلومترا من الطريق، لكنها ليست مسألةً هينة، إنها مستمرة منذ عقدٍ كامل، ثم تأتي أمريكا وتقول: حسنا، سنأخذه. أعطونا 32 كيلومترا من الطريق بموجب عقد إيجارٍ لمدة 100 عام، ويمكنكم جميعا تقاسمها".
وهذه أول موافقة رسمية من إدارة ترامب على مقترح إدارة الممر من خلال شركة تجارية أمريكية خاصة، تعمل كطرف محايد.
ووفقا لتقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي، فإن الخطة تستند إلى مقترح سابق قدمه الاتحاد الأوروبي، يقضي بأن تتولى شركة لوجستية أمريكية إدارة حركة الشحنات وتتبعها على طول الطريق، ومشاركة البيانات بشفافية مع جميع الأطراف.
ويستند الاقتراح إلى سوابق الإشراف الدولي في المناطق المنفصلة في جورجيا، ويهدف إلى تلبية طلب أذربيجان بالحصول على ضمانات أمنية قوية وطويلة الأمد مع الحفاظ على سيادة أرمينيا على الممر.
في غضون ذلك، مارست تركيا ضغوطا خفية على أذربيجان لتوقيع اتفاقية السلام، مُسلِّطةً الضوء على تغيرات إقليمية، مثل تراجع نفوذ إيران، أمام المسؤولين الأذربيجانيين.
وكشف مصدر إقليمي مطلع على المفاوضات أن تركيا هي التي اقترحت في البداية فكرةَ شركة خاصة، بموافقة البلدين، لإدارة الممر.
وأضاف المصدر: "مع ذلك، طالب الجانب الأرمني بأن تعمل الشركة أيضا على جانب نخجوان من الممر، وهو ما لم تقبله باكو".
ويعود الصراع بين أرمينيا وأذربيجان إلى حرب ناغورنو كاراباخ عام ١٩٩٣، عندما استولت القوات الأرمينية على الجيب المتنازع عليه، والذي اعترفت به الأمم المتحدة إقليما أذربيجانيا، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وبعد حرب دامية استمرت 6 أسابيع أواخر عام ٢٠٢٠، شنت أذربيجان عملية عسكرية في سبتمبر ٢٠٢٣ لاستعادة ناغورنو كاراباخ، مما أدى إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفر معظم الأرمن العرقيين من المنطقة، وتم إلغاء الإقليم المنفصل رسميا في الأول من يناير/كانون الثاني 2024، وترتبط عملية التطبيع بين تركيا وأرمينيا ارتباطا وثيقا بآفاق التوصل إلى اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا.
ويرى المسؤولون الأتراك أن أرمينيا حلقة وصل حيوية في ممر الشرق الأوسط، الذي سيربط تركيا مباشرةً بآسيا الوسطى.
كما أبدت الشركات التركية اهتمامها بالمشاركة في مشاريع البنية التحتية المحتملة في أرمينيا.
ورغم معارضة أذربيجان، استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي، في أول زيارة رسمية لزعيم أرميني إلى تركيا.
[caption id="attachment_647359" align="alignnone" width="1280"]
