أثارت أنباء احتجاز الخبير في الشؤون الدولية والدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي جدلاً واسعاً، بعد وصوله إلى القاهرة قادماً من بغداد، حيث كان قد شارك ضمن الوفد الإيراني في منتدى بغداد الدولي للطاقة نهاية الأسبوع الماضي، يوم الجمعة 5\9\2025.
احتجاز دبلوماسي إيراني يثير جدلا
تعقيبا على مسألة احتجاز الموسوي، يقول المحلل العراقي ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في هولندا علي الأعرجي، لوكالة ستيب نيوز: "في الواقع قضية احتجاز المحلل السياسي أمير الموسوي في القاهرة أثارت جدلاً واسعاً على المستويين السياسي والإعلامي، خصوصاً بعد تصريح وزارة الخارجية الإيرانية التي أكدت أن الموسوي ليس دبلوماسياً إيرانياً وأن دخوله الأراضي المصرية تم بجواز سفر عراقي. رغم أن هذا الأمر يمكن اعتباره طبيعيا في بلدان العالم الثالث حيث انعدام الحقوق البشرية بمختلف مسمياتها".
ويضيف: "من وجهة نظر خاصة أجد أن هذه المسألة تتجاوز الطابع القانوني لتلامس أبعاداً سياسية أعمق، حيث يُعرف الموسوي بقربه من دوائر صنع القرار في طهران، إضافة إلى نشاطه الإعلامي المكثف في الشأن العربي".
ويتابع: "في البداية، لو كان السيد أمير دخل بجواز سفر إيراني لم يجرؤ أحد على اعتقاله، لكن هذا الضعف يعود إلى الجواز العراقي، الذي ما زال يعكس هشاشة وضعف الحماية القانونية والسياسية لحامليه على مستوى العالم".
ويزيد: "وبالتأكيد هذا الخلل سببه ضعف إدارة الملف الخارجي للبلد. هناك أمر لافت للنظر وهو أن الحكومة الإيرانية تخلت عن أمير الموسوي بلمح البصر، مكتفية ببيان شكلي ينفي صفته الدبلوماسية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة العلاقة الحقيقية بينه وبين طهران، وحول ما إذا كان هذا الموقف يعكس براغماتية إيرانية في التعامل مع أزمات الأفراد المرتبطين بها خارج حدودها".
الأعرجي مضى في القول: "حيث يمكن لنا الآن أن نقف على نقطتين محوريتين:
1-هشاشة الجواز العراقي الذي يحرم أبناءه من الحماية والاعتبار الدولي.
2- سياسة التنصل السريعة التي قد تتبعها بعض الحكومات، حين تتحول الأزمات الفردية إلى عبء سياسي لا ترغب بتحمله".
وأردف: "عليه، فإن قضية أمير الموسوي قد تكون أبعد من مجرد إجراء قانوني مصري، لتكشف عن معادلات أوسع ترتبط بمكانة الجواز العراقي، وأسلوب إيران في إدارة ملفات حلفائها وشخصياتها المقربة".
وبحسب وسائل إعلام عراقية فإن موسوي كان قد أقام في دار الضيافة التابعة لرئاسة الوزراء داخل المنطقة الخضراء، لكنه غادر إلى مصر من دون المشاركة في فعاليات المنتدى.
وفي مؤتمر صحفي الاثنين 8 أيلول 2025، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن موسوي "لا يشغل أي منصب دبلوماسي رسمي حالياً"، موضحاً أنه دخل مصر مستخدماً جواز سفر عراقي.
وأضاف أن الوزارة تتابع القضية ضمن مسؤولياتها في حماية المواطنين الإيرانيين بالخارج، فيما يتولى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة متابعة الملف مع الجهات المصرية.
ستيب: سامية لاوند
