ستنشر تايوان دليلاً مُحدّثاً للدفاع المدني الأسبوع المقبل، يتضمن تعليمات واضحة للمواطنين حول ما يجب فعله في حال رؤية جنود أعداء، وسط مخاوف من اندلاع حرب في البلاد.
الساحة التي تقلق العالم على وشك الانفجار
ويُعدّ هذا الدليل، المكون من 29 صفحة، باللونين الأحمر والبرتقالي الزاهي، جهداً جديداً من تايوان الديمقراطية لإعداد سكانها لحالة طوارئ محتملة في مواجهة الضغط العسكري المتزايد من الصين، وفقاً لما ذكرته رويترز، اليوم الجمعة.
وصُمم الدليل الجديد، وفقا للتقرير، ليتضمن شخصيات كرتونية موجهة لجميع الأعمار، تحمل رسالة واضحة وموجزة: "احموا بعضكم البعض، واحموا وطننا الحبيب".
وفي الوقت نفسه، يوضح الدليل أنه "في حال وقوع غزو عسكري لتايوان، فإن أي ادعاء باستسلام الحكومة أو هزيمة الأمة هو ادعاء باطل".
ويتناول الدليل مجموعة واسعة من التهديدات، إذ يقول: "سواءً كانت كوارث طبيعية، أو أوبئة، أو تقلبات جوية قاسية، أو تهديدا بغزو صيني، فإن التحديات التي نواجهها لم تتوقف أبدا".
ويتضمن تعليمات لإيجاد ملاجئ باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية، ونصائح لإعداد حقائب طوارئ لأفراد الأسرة وحتى الحيوانات الأليفة.
ـ استلهام من العالم وضرورة عالمية ملحة
وفي هذا الصدد، أوضح نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي التايواني، لين فاي فان، والذي أشرف على الدليل المُحدّث، أن المشروع مستوحى من دول ديمقراطية أخرى.
وقال لين: "إن طموحات الصين في التوسع الإقليمي تُلمس من قِبل دول العالم"، مضيفا أن بعض الإلهام استُوحي من أدلة البقاء من جمهورية التشيك وفرنسا.
وأكد لين، أن "الوضع العالمي، سواء في أوروبا أو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ليس مصدر قلق بشأن أمر بعيد أو خالٍ من الواقع. إنه واقعٌ على أعتابنا".
وأشار إلى أن هجوم روسيا على أوكرانيا قد شكّل مصدر إلهام إضافي لمبادرة الصين.
ويُفصّل الدليل، الذي سيُنشر للجمهور في تايوان، قائمةً شاملةً بسيناريوهات التهديد المحتملة، بدءًا من تخريب الكابلات البحرية والهجمات الإلكترونية، وصولًا إلى عمليات تفتيش السفن التايوانية من قِبل "دولة معادية" تمهيدًا للصراع، وصولًا إلى غزو شامل.
وفي حال الاشتباه بوجود عدو أثناء الحرب، يوصي الدليل المواطنين بمغادرة المنطقة فورا أو الاحتماء في مكان آمن بعيدا عن النوافذ.
كما يُطلب من المواطنين الامتناع عن التقاط الصور أو مقاطع الفيديو ونشرها على الإنترنت، وأوضح شين وي-شيا، مدير وكالة التجنيد الدفاعي الشامل التابعة للجيش التايواني، أن هذا الإجراء اتُخذ لأنه "قد يُعيق تحركات الجيش، مما يُضر بعملياتنا الدفاعية".
تحذير من التكنولوجيا الصينية والتضليل الإعلامي
ويُولي الدليل اهتماما خاصًا لتهديدات التضليل الإعلامي والتكنولوجيا، ويُحذّر من أن "القوى الأجنبية المعادية" قد تستغل التضليل الإعلامي لتقسيم تايوان وإضعاف صمودها من خلال مقاطع فيديو مُزيّفة.
وفي الوقت نفسه، يُشير الدليل إلى المخاطر الأمنية المُحتملة من الأجهزة التكنولوجية صينية الصنع، بما في ذلك الكاميرات، والذكاء الاصطناعي، ومن بين أدوات الذكاء الاصطناعي المذكورة أداة DeepSeek الصينية، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل WeChat وTikTok.
ويضيف الدليل: "في أوقات الأزمات، قد يستغل العدو هذه الأجهزة"، ويتضمن الدليل أيضا إرشادات محددة للتحدث مع الأطفال حول حالات الطوارئ.
كما أوضح لين: "كثير من الآباء لا يعرفون حقًا كيفية مناقشة أزمة محتملة مع أطفالهم. الهدف ليس إثارة خوف الجميع، بل تهدف جميع المعلومات إلى مساعدة الناس على تطوير استراتيجيات أفضل للتكيف عند حدوث أزمة حقيقية".
الدليل الجديد هو متابعة لطبعته الأولى، الصادرة عام 2022.
واتهمت بكين الرئيس التايواني لاي تشينغ تي بتصعيد التوترات، واصفةً إياه بـ"الانفصالي"، ويرفض لاي المطالبات الإقليمية للصين، ويصرّ على أن تايوان وحدها هي القادرة على تحديد مستقبلها.
