صفقة "أنات" بين الولايات المتحدة وكندا قيد المراجعة، ومن المتوقع إتمامها قريبا، وقد يؤدي إلغاؤها إلى تصعيد دبلوماسي بين البلدين، وفقا لما ذكرته صحيفة "أوتاوا سيتيزن" اليوم الثلاثاء.
ـ الولايات المتحدة وكندا على شفا الانفجار
ومن المتوقع أن تشتري كندا بموجب هذه الصفقة الضخمة 99 طائرة أمريكية من طراز F-35.
في الأشهر الأخيرة، خضعت الاتفاقية للمراجعة في ضوء سياسات ترامب الجمركية وبحث كندا عن بدائل، ومن المتوقع أن يُصدر وزير الدفاع الكندي ديفيد ماكغينتي نتائج المراجعة الأسبوع المقبل، ويرفعها إلى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني.
ووفقا للتقرير، أشارت الولايات المتحدة بالفعل إلى أن كندا قد تواجه عواقب وخيمة إذا قررت الانسحاب من الاتفاقية.
وذكر أنه في نهاية شهر أغسطس، أفادت وكالة رويترز للأنباء أن الجيش الكندي أوصى بالالتزام بمقترح شراء 88 طائرة أمريكية الصنع من طراز F-35.
ولم تفاجئ هذه التوصية المراقبين، حيث عملت القوات الكندية في الأصل على اختيار الطائرة المقاتلة الأمريكية، كما لوحظ أن العلاقات بين الجيشين الكندي والأمريكي وثيقة، وأن الجيش الكندي يسعى إلى تعزيز العلاقة.
وعلى الرغم من ذلك، أشارت صحيفة أوتاوا سيتيزن إلى أن كارني أمر بمراجعة عملية الشراء في أعقاب ما وصفه بتهديدات للسيادة الكندية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحاولة لجعلها الولاية رقم 51.
وبحسب التقرير، تقول مصادر أمنية في كندا: إن الولايات المتحدة حذرت كندا من عواقب وخيمة إذا تم إلغاء الاتفاقية، وقال بيت هوكسترا، السفير الأمريكي لدى كندا، لقناة CTV في شهر مايو أن قرار عدم شراء طائرة F-35 قد يهدد التحالف الأمريكي الكندي.
وكما هو معروف، فإن الولايات المتحدة وكندا عضوان في NORAD، وهي منظمة مشتركة للدفاع الجوي والفضائي لأمريكا الشمالية.
وبحسب السفير هوكسترا، فإن هذا التنظيم العسكري المشترك يتطلب من الولايات المتحدة وكندا استخدام نفس النوع من الطائرات.
وأوضح هوكسترا قائلاً: "إذا حلّقت طائرة كندية وحلّقت طائرة أخرى، فلن تعودا قابلتين للتبديل، ولذلك، قد يُهدد ذلك قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية".
وأضاف: "لا يُمكنك تحمل تكلفة طائرتين مقاتلتين، وبرنامجين مختلفين للطائرات المقاتلة".
وأكد بحزم: "على كندا أن تُقرر ما تُريده، هل تُريد طائرات إف-35؟ هل تُريد منتجا آخر؟ هذا قرارك، لكن لا يُمكنك تحمل تكلفة كليهما".
وذُكر أن الولايات المتحدة تبدو قلقة أيضا من أن كندا ستحاول شراء كلٍّ من طائرة إف-35 وطائرة مقاتلة أخرى غير أمريكية، على الأرجح طائرة جريبن السويدية، من إنتاج شركة ساب.
ولوحظ أنه منذ أن أمر كارني بإجراء المراجعة، حدثت تطورات أخرى.
وكشف مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي (GAO)، وهو هيئة رقابية تابعة للكونغرس، في 3 سبتمبر/أيلول أن برنامج طائرة إف-35 المقاتلة يُواجه المزيد من التأخيرات وزيادة التكاليف.
وتتركز المشاكل في نسخة بلوك 4 من طائرة إف-35، وهي النسخة التي تُخطط كندا لشرائها تحديدا.
وذكر تقرير مكتب المحاسبة العامة أن مشروع الكتلة 4 تجاوز الميزانية المخصصة له بنحو 6 مليارات دولار على الأقل، وتأخر عن الموعد المحدد بخمس سنوات.
