شهدت العاصمة الصربية بلغراد، صباح اليوم الأربعاء، حادث إطلاق نار خطير وقع أمام مبنى البرلمان الصربي، ما أدى إلى إصابة رجل بجروح بالغة، في واقعة وصفها الرئيس ألكسندر فوتشيتش بأنها "عمل إرهابي".
وقالت الشرطة الصربية إنها اعتقلت شخصًا واحدًا على خلفية الحادث، فيما طوّقت قوات الأمن المنطقة بالكامل وفرضت إجراءات مشددة حول المبنى البرلماني والمقار الحكومية المجاورة.
ووفق المعلومات الأولية، وقع إطلاق النار في حديقة تقع بين البرلمان ومكتب الرئيس فوتشيتش، حيث كان أنصار الرئيس قد نصبوا خيامًا منذ أسابيع لمنع المتظاهرين المعارضين من الاقتراب من تلك المباني. وأكدت السلطات أنه لم يكن هناك أي احتجاج أو تجمع سياسي وقت وقوع الحادث.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر أمن مسلحين يقتربون من إحدى الخيام بينما كان رجل يفرّ من المكان، قبل أن تُسمع طلقات نارية ويتصاعد الدخان من خيمة اشتعلت فيها النيران. وتمكّنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق خلال دقائق، فيما لم تتضح بعد هوية مطلق النار أو دوافعه.
وقال وزير الصحة الصربي زلاتيبور لونكار إن المصاب نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، مضيفًا أنه يعاني من إصابات خطيرة تستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا.
من جانبه، علّق الرئيس ألكسندر فوتشيتش على الحادث في تصريحات مقتضبة قائلاً: "وقع عمل إرهابي أمام مبنى البرلمان الصربي. الأجهزة المختصة تتعامل مع الموقف، وسنعلن التفاصيل فور التأكد من الحقائق".
وتأتي الحادثة في وقت تعيش فيه صربيا حالة توتر سياسي واجتماعي منذ عام، على خلفية الاحتجاجات الواسعة ضد حكومة فوتشيتش عقب انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد في نوفمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا وأثار موجة غضب شعبي ضد الفساد وسوء الإدارة.
ويُخشى أن يزيد هذا الحادث من حدة الانقسام السياسي في البلاد، خاصةً أن محيط البرلمان كان في الأشهر الماضية رمزًا للتجاذب بين أنصار الحكومة والمعارضة، وسط اتهامات متبادلة بمحاولات زعزعة الاستقرار الداخلي.
