أحيت القوات المسلحة المصرية، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ58 لإغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" في احتفال رسمي نظمته قيادة القوات البحرية، وسط حضور قيادات عسكرية رفيعة وشخصيات وطنية.
تضمن الاحتفال، الذي أُقيم في مقر قيادة القوات البحرية بالإسكندرية، عرضًا لأرشيفات مصوّرة نادرة توثق تفاصيل العملية التاريخية التي نفذتها البحرية المصرية عام 1967، إلى جانب مناورات بحرية حيّة شاركت فيها سفن حربية وغواصات حديثة، كما شهد الحفل إطلاق صواريخ تدريبية في عرض ميداني لقدرات القوات المسلحة.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد على هامش الفعالية، أكد اللواء البحري أركان حرب محمود عادل فوزي، قائد القوات البحرية المصرية، أن هذا اليوم "يُجسد صفحة مضيئة في سجل البطولات المصرية"، مشددًا على أن القوات المسلحة "تحتفل بذكرى ليست مجرد انتصار عسكري، بل رمز لعقيدة قتالية قائمة على الإيمان بالوطن والتفوق بالذكاء والتخطيط".
وقال اللواء فوزي: "نحتفل اليوم بإنجاز خالد نستمد منه الإلهام والإرادة. لقد أثبتت معركة إيلات أن السيادة الوطنية تُصان بالإرادة الصلبة والتسليح الذكي، وأن قواتنا قادرة دائمًا على حماية حدودها ومصالحها في كل الظروف".
وأضاف أن الانتصار التاريخي الذي تحقق عام 1967 "يظل دليلًا على أن القوة ليست في حجم السلاح بل في كفاءة استخدامه، وأن الجيش المصري سيبقى مستعدًا لمواجهة أي تهديد يمس أمن الوطن أو استقراره".
ويأتي هذا الاحتفال في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات البحرية، خصوصًا في البحر الأحمر ومحيط قناة السويس، وهو ما يضفي على المناسبة دلالات استراتيجية تتجاوز طابعها الرمزي. فبحسب مراقبين عسكريين، حرص القيادة المصرية على تنظيم مناورات حيّة في هذه المناسبة يحمل رسالة واضحة مفادها أن مصر تمتلك القدرة على الردع وحماية مصالحها البحرية الحيوية.
ويرى محللون أن إحياء ذكرى إيلات هذا العام يحمل أبعادًا داخلية وخارجية؛ فداخليًا، يعزز روح الانتماء الوطني والفخر بالمؤسسة العسكرية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد، وخارجيًا، يعيد تأكيد مكانة مصر كقوة بحرية إقليمية مؤثرة تمتلك اليوم ترسانة حديثة تشمل غواصات ألمانية من طراز 209، وزوارق صواريخ متطورة، وأنظمة دفاع ساحلي متقدمة.
وعلى الرغم من مرور 58 عامًا على الحادثة التي وصفتها الصحف الإسرائيلية آنذاك بأنها "ضربة موجعة" عقب حرب 1967، لا تزال العملية تُدرّس في الأكاديميات العسكرية حول العالم بوصفها نموذجًا للتفوق التكتيكي والابتكار في التخطيط والتنفيذ.
وفي ختام الاحتفال، شدد اللواء فوزي على أن الاحتفاء بذكرى الماضي ليس مجرد استذكارٍ لانتصارٍ تاريخي، بل هو تجديد للعهد بالمستقبل، مؤكدًا أن القوات المسلحة المصرية "تمضي بخطى واثقة نحو بناء قوة بحرية أكثر تطورًا وصلابة، قادرة على حماية الوطن من أي تهديد في الحاضر والمستقبل"