أثار تصريح لوزير النقب والجليل في الحكومة الإسرائيلية وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغر، يتسحاق فاسرلاوف، بشأن "تعاظم القدرات العسكرية المصرية" موجة جدل واسعة داخل إسرائيل، وسط تساؤلات حول خلفيات التوقيت وأبعاد الرسالة.
فاسرلاوف دعا، وفق وسائل إعلام عبرية، إلى عقد اجتماع طارئ لتقييم جاهزية الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن مصر استثمرت بشكل متزايد في البنية التحتية الدفاعية ووسائل القتال وأنظمة القيادة والسيطرة، ما يستدعي ـ برأيه ـ إعادة فحص الوضع الأمني الإسرائيلي.
ووصف "منتدى عتيب إسرائيل" تصريح الوزير بأنه "إنذار مبكر" لصنّاع القرار، بينما رأت أوساط سياسية أن هذه المخاوف قد تكون انعكاساً لحسابات داخلية إسرائيلية أكثر من كونها تعبيراً عن قلق استراتيجي حقيقي.
صفدي: تصريحات انتخابية لا تعبّر عن موقف رسمي
رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية، مندي صفدي، قلّل في مقابلة إعلامية من أهمية هذه التصريحات، مؤكداً أن "ما قاله الوزير لا يمثل الموقف الرسمي لتل أبيب".
وأوضح أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد تعاوناً وثيقاً في الملفات الأمنية والاقتصادية والعسكرية، مشيراً إلى أن البلدين يسيران في "خطوة مشتركة لتوسيع محور السلام في المنطقة".
وأكد صفدي أن القاهرة طلبت في الفترة الماضية التحرك في مناطق منزوعة السلاح لأسباب أمنية، وهو ما وافقت عليه تل أبيب رغم تعارضه مع بعض بنود اتفاق السلام، ما يعكس ـ بحسب قوله ـ مستوى الثقة والتفاهم القائم بين الجانبين.
سمير فرج: مصر تبني قوة تحمي السلام لا تهدده
في المقابل، اعتبر الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج أن إثارة هذا الملف في إسرائيل محاولة للهروب من إخفاقات حكومة نتنياهو، مؤكداً أن "مصر تلتزم باتفاقية كامب ديفيد منذ أكثر من 40 عاماً ولم تخرقها في أي مرحلة".
وأوضح فرج أن القاهرة "تؤمن بأن السلام خيار استراتيجي، لكنه يحتاج إلى قوة تحميه"، مشدداً على أن تحديث القدرات العسكرية المصرية يأتي في إطار الدفاع عن المصالح القومية وتأمين الحدود والموارد الحيوية، من قناة السويس إلى البحر المتوسط والنيل والحدود الليبية.
وأشار إلى أن إسرائيل "تحاول توظيف الحديث عن الخطر المصري" لتبرير إخفاقاتها في غزة ولبنان، واعتبر أن الحديث عن تهديد مصري هو دعاية سياسية تهدف لإطالة عمر حكومة نتنياهو في ظل أزماته الداخلية.
تنويع مصادر السلاح.. رؤية استراتيجية مصرية
وتحدث فرج عن سياسة مصرية واضحة لتنويع مصادر السلاح، موضحاً أن القاهرة لم تعد تعتمد فقط على الولايات المتحدة، بل وسّعت علاقاتها الدفاعية مع فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية.
وأضاف أن هذا التوجّه منح الجيش المصري استقلالية في القرار العسكري وأمّن احتياجاته دون الخضوع للضغوط السياسية، مشيراً إلى أن مصر أصبحت تملك سادس أقوى قوة بحرية في العالم، وهو ما يعزز قدرتها على حماية مصالحها ومواردها في البحرين الأحمر والمتوسط.
وختم فرج بالقول إن "من حق كل دولة تطوير قدراتها العسكرية بما يخدم أمنها القومي"، مضيفاً أن مصر تسعى للسلام وتملك القوة لحمايته، لا لتهديده.