شهدت شوارع إسرائيل خلال الأيام الماضية انتشار لوحات إعلانية ضخمة تحمل صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع عبارات شكر لدوره في الاتفاق الذي قاد إلى الإفراج عن الأسرى ووقف الحرب في غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.

وأظهرت بعض تلك اللوحات تشبيهاً لترامب بـ “الملك الفارسي كورش الكبير”، في إشارة رمزية ذات خلفية دينية وتاريخية معروفة في التراث اليهودي.
ويُعد كورش شخصية بارزة في التاريخ اليهودي القديم، رغم أنه لم يكن يهودياً، إذ تشير الروايات إلى أنه الملك الذي سمح لليهود بالعودة من سبي بابل إلى القدس وإعادة بناء الهيكل بعد سقوط مملكة يهوذا، ما جعله يُذكر بإيجابية في النصوص الدينية والتاريخية.
ويُنظر إليه في الذاكرة اليهودية كرمزٍ للحاكم العادل والمتسامح، ونُسبت إليه أسطوانة كورش المحفوظة في المتحف البريطاني، والتي تُعتبر من أقدم الوثائق التي تتحدث عن حرية المعتقد وحقوق الشعوب.
ويرى مراقبون أن هذا التشبيه في الخطاب الدعائي الإسرائيلي يعكس محاولة لتقديم ترامب على أنه شخصية سياسية ذات دور “خلاصي” في الصراع الدائر، وسط استمرار الجدل حول نتائج الحرب على غزة وتداعياتها الإقليمية.