في خطوة لافتة تعكس تصاعد التوترات في منطقة أمريكا اللاتينية، بدأ الجيش الأمريكي بتحديث قاعدة عسكرية قديمة تعود إلى حقبة الحرب الباردة في منطقة البحر الكاريبي، بعد أن كانت مهجورة منذ نحو 20 عامًا، في مؤشر على احتمال تنفيذ عمليات عسكرية ضد فنزويلا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن أعمال البناء الجارية في بورتوريكو وجزر فيرجن تهدف إلى تعزيز القدرات اللوجستية والعسكرية الأمريكية في المنطقة، مما قد يتيح للقوات الأمريكية التحرك بسرعة أكبر لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الفنزويلية إذا لزم الأمر.
تحركات عسكرية غير مسبوقة منذ التسعينات
وبحسب التقرير، فإن هذا الانتشار الجديد يمثل أكبر نشاط عسكري أمريكي في الكاريبي منذ عام 1994 لا يرتبط بمهام الإغاثة أو مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتأتي الخطوة في وقت يتهم فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي لإطاحته من السلطة عبر وسائل غير مباشرة، من بينها الضغط العسكري والتدخلات الاستخباراتية.
ضربات جوية وتصاعد في التوتر الإقليمي
وخلال الأشهر الأخيرة، نفذت القوات الأمريكية ما لا يقل عن 14 ضربة جوية ضد سفن يُشتبه في تورطها بتجارة المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 61 شخصًا.
ورغم أن واشنطن تقول إن العمليات تأتي في إطار مكافحة التهريب، إلا أن هذه الضربات زادت من حدة التوتر مع فنزويلا وكولومبيا، وأعادت الأنظار إلى منطقة ظلت لعقود بعيدة عن الاهتمام العسكري الأمريكي المباشر.
ويرى مراقبون أن إعادة تفعيل القاعدة القديمة في الكاريبي قد تمهد لمرحلة جديدة من الوجود العسكري الأمريكي في أمريكا الجنوبية، وسط تزايد التنافس الدولي على النفوذ في المنطقة.