كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد محتمل ضد حزب الله في لبنان، في ظل ما تعتبره تل أبيب “إعادة بناء الحزب لبنيته التحتية العسكرية” شمال نهر الليطاني وفي محيط العاصمة بيروت.
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الحكومة اللبنانية تُظهر عجزًا متزايدًا في مواجهة نشاط حزب الله، معتبرة أن “هذا التقاعس يفرض على إسرائيل التحرك لحماية حدودها الشمالية”.
إعادة بناء بنية تحتية عسكرية شمال الليطاني
وبحسب التقرير، ترى إسرائيل أن حزب الله يعمل بوتيرة متسارعة على إعادة تأهيل منشآته العسكرية في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني، رغم قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يحظر أي نشاط مسلح للحزب في تلك المنطقة.
كما أشار التقرير إلى أن الحزب يعزز وجوده في منطقة بيروت، في خطوة تقول تل أبيب إنها تهدف إلى تصعيب أي هجوم إسرائيلي محتمل، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي “يراقب التطورات الميدانية عن كثب ويستعد لكافة السيناريوهات”.
تل أبيب تتهم بيروت بالعجز وتلوّح بضربات أوسع
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن القيادة الأمنية في تل أبيب تعتبر أن الحكومة اللبنانية عاجزة عن مواجهة تنامي قوة حزب الله، وهو ما يبرر – من وجهة النظر الإسرائيلية – التحضير لرد عسكري على الانتهاكات المستمرة شمال الحدود.
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه “لن يكون هناك مكان في لبنان بمنأى عن الرد الإسرائيلي، بما في ذلك العاصمة بيروت”، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق أي عملية عسكرية قادمة.
إحباط داخل صفوف حزب الله
في المقابل، ذكرت هيئة البث أن حالة من الإحباط تسود داخل حزب الله نتيجة استمرار الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع تابعة له في جنوب لبنان وسوريا “دون رد فعّال من الحزب”، بحسب توصيفها.
وأوضحت أن هذا الإحباط قد يدفع بعض القادة الميدانيين داخل الحزب إلى خطوات غير منسقة، “تتعارض مع النهج الحذر الذي يتبعه الأمين العام نعيم قاسم في الوقت الحالي”.
قاسم يحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية
وأشار التقرير إلى أن نعيم قاسم يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية ما تصفه إسرائيل بـ"الهجمات الدفاعية" ضد الحزب، معتبرًا أن أي ردّ مباشر من حزب الله في هذه المرحلة “سيخدم المصالح الإسرائيلية”، خاصة وأن الحزب لا يزال في مرحلة إعادة التوازن بعد الحرب الأخيرة.
توتر مستمر على الحدود
ويأتي هذا التطور في وقت تتواصل فيه التوترات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة واسعة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، في ظل غياب أي اختراق سياسي أو دبلوماسي على صعيد التهدئة.