مسابقة خطوة 2014

شعب لا يعرف الصعاب

اسم المتسابق  : ربيع الحميدي

 

ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

 

 

في الوقت الذي نادى به الشعب السوري بالحرية كان النظام يحضر نفسه لمعركة طويلة رسم خيوطها منذ أول صيحة  وأول حرف خطه أبناء الوطن في مسيرة التحرر من الظلم والاستبداد.

طاف الشعب السوري الذي وجد في الشارع منبراً فكان مبدعاً بانتقاء الشعارات والكلمات , وكان للشعارات التي يكتبها السوريون في لافتاتهم وقع أدبي متميز دلِّ على الإبداع الثقافي الذي سخّره أبناء الوطن في خدمة الثورة السورية .

إن الموروث الثقافي الذي تتمتع به سوريا بدا جلياً واضحاً في الحراك السلمي الذي تمثل بروعة الأخلاق ونبوغ العقل لدى الجيل الأول للثورة وضرب الثوار السلميون أروع الأمثلة على الالتزام الأخلاقي وهذا إبداع بحد ذاته في ظل الظروف التي مر بها المجتمع قبيل الثورة من وصوله لحافة الانحلال نتيجة لممارسات النظام اللاأخلاقية في حق هذا المجتمع .

رافق الحراك السلمي عددا من الأعمال وكان أهمها الإعلام حيث استطاع النشطاء السوريون توجيه رسالة إلى العالم أجمع في القدرة على العطاء حتى في المجالات التي تحتاج إلى اختصاص , وهنا كانت بصمة الشباب السوري واضحة في نقل المعاناة التي تراكمت على كاهل الشعب السوري , فكان العمل الإعلامي غاية في التميز من قبل النشطاء في إنتاج التقارير ومقاطع الفيديو دون دراسة أو تثقيف في هذا المجال وإنما هو إبداع بالفطرة كما هي الثورة السورية بمجملها .

وعندما أجبر النظام بممارساته الوحشية الثوار على  تحويل الثورة من سلمية إلى ثورة مسلحة تبين مدى القدرة على الإبداع العلمي والعملي ولم يقتصر فقط على الإبداع الثقافي , حيث استخدم الثوار كثير من الطرق التي حرروا فيها مناطق عدة من نظام الأسد بعتاد أقل كمّاً ونوعاً .

تطورت الثورة أكثر وأصبح للنظام حلفاء على العلن يمدونه بالأسلحة المتطورة وبالرجال المدربين وبالخبرات العسكرية ليواجه شعباً أعزل من كل شيء , وبالمقابل خذل العالم بأسره الثوار ولم يعطهم بالاً ولا للمخاطر التي تهددهم  فأدار لهم المجتمع الدولي ظهره لتنال منهم آلة القتل التي لا تميز بين المقاتل وأهله , هذا الحال جعل من الثوار أحوج إلى بعضهم من أي وقت مضى فبدأوا بإنتاج أسلحتهم وذخائرهم بأنفسهم وكان لهم نتاج هائل تمثل في تطوير الكثير من قطع السلاح .

قمة عملهم كان في انتاج الهاونات الثقيلة ” كالهاون من قياس 240 ملم الذي صنع في ديرالزور – ومدفع جهنم الذي ابتكره الثوار في إدلب ” وهي أسلحة بقياسات جديدة لم تكن موجودة في الخدمة العسكرية لدى الجيوش النظامية في الدول المتقدمة عسكرياً .

قطع السلاح هذه كانت ثورية بامتياز فالعقل الذي فكّر واليد التي صنعت لم تعرف يوما دراسة في العلم العسكري ولا الصناعات العسكرية وإنما حبها للوطن وإيمانها بفكرة الثورة جعلت من أصحابها مبدعين في تصميم وتنفيذ مخططاتهم التي حولت المستحيل إلى ممكن .

وما زاد من التحديات التي تواجه الثوار هو قلة التجهيزات وبساطتها إلا أنها لم تشكل عائقاً أمام إبداعهم حيث استكملوا صناعة الأسلحة بصناعة ذخائرها لتكون صناعة كاملة حققت نقلة نوعية في المعارك ضد النظام .

 

ربيع ي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى